استضافت إذاعة طرابلس المحلية محاضرة نظّمتها الجمعية الليبية للآداب والفنون، ألقتها الباحثة أسماء الأسطى، وتناولت فيها موضوع الصحافة الليبية في الخارج. أُقيمت المحاضرة مساء الثلاثاء، 11 فبراير الجاري، في المركز الثقافي القبة الفلكية.
قدّم المحاضرة الكاتب توفيق الشقروني، الذي استهل حديثه بالإشارة إلى التحديات التي تدفع الصحفيين إلى مغادرة البلاد، وعلى رأسها القيود المفروضة على حرية التعبير والتهديدات الأمنية. وأكد أن الصحافة في المهجر ليست مجرد بديل، بل هي صوتٌ مكمّل للصحافة المحلية، إذ تتيح فضاءً أوسع للنقاش والتعبير الحر.
من جانبها، أوضحت الباحثة أسماء الأسطى أن الصحافة الليبية خارج الوطن ليست ظاهرة حديثة، بل هي نتاج ظروف سياسية واجتماعية مختلفة. وأشارت إلى أن بعض المطبوعات ظهرت بدوافع متعددة، من بينها صعوبة الطباعة داخل البلاد، أو السعي لتحقيق مكانة اجتماعية، أو حتى لأغراض سياسية غير معلنة. لكنها لفتت إلى أن كثيرًا من هذه الإصدارات يفتقر إلى التوثيق العلمي، إذ تصدر بأسماء مستعارة أو دون توقيع، وتعاني من عدم انتظام مواعيد إصدارها، ما يجعلها عرضةً للضياع أو التشويه.
و سلطت الباحثة الضوء على إشكاليات توثيق بدايات الصحافة الليبية، مشيرةً إلى وجود أخطاء شائعة في بعض المصادر، من بينها الادعاء بأن حسونة الدغيّس أصدر صحيفة “الوقائع” في إسطنبول. وأوضحت أن الدغيّس لم يكن صحفيًا، بل كان مترجمًا كُلّف بنقل محتوى الجريدة الرسمية العثمانية إلى الفرنسية، وهو عمل استمر لمدة ستة أشهر فقط.
وتطرقت الباحثة إلى الدور الريادي الذي اضطلع به سليمان الباروني، الذي أسّس مطبعة الأزهار البارونية في القاهرة، وأسهم بشكلٍ كبير في نشر الصحافة الليبية خارج حدود الوطن.


