تعد ليبيا معبرا رئيسيا للمهاجرين القاصدين أوروبا والذين يتوزعون في مختلف مدن البلاد ومنهم من يجد في ليبيا ضالته بعد رحلة بحث طويلة عن مصدر الرزق وتعد مدينة مصراتة أحد مدن جذب المهاجرين نظرا لما يتوفر فيها من فرص عمل مناسبة للكثير منهم.
أكبر حصة
وأكدت المنظمة الدولية للهجرة أن بلدية مصراتة تعد موطنًا لـ 62,767 مهاجرًا، يمثلون 8% من إجمالي عدد المهاجرين في ليبيا و15% من المقيمين في غرب ليبيا وتستضيف منطقة الخروبة بمصراتة أكبر حصة من المهاجرين، حيث تمثل 13% من عدد المهاجرين في البلدية.
ويتوزع المهاجرون بحسب المنظمة الدولية للهجرة في تقرير لها في مختلف المدن بمصراتة حيث يوجد منهم 8000 في الخروبة و5300 في تامينا و5000 في الكوش و 2,700 في أبو شعيرة و 2500 في قصر أحمد و2650 في المحجوب و2190 في أبو راوية و 2500 في الدافنية و 2200 في رأس عمار و916 في أرمويسات
وينحدر المهاجرون من جنسيات مختلفة حيث أن 56% (34,865 فردًا) من دول جنوب الصحراء الكبرى، 37% (23,035 فردًا) من شمال أفريقيا، 5% (3,106 أفراد) من الشرق الأوسط، 3% (1,699 فردًا) من آسيا، 0.1% (62 فردًا) من مناطق أخرى وكانت أكثر الجنسيات انتشارًا في مصراتة النيجر 43% ومصر 21% والسودان 12% وتشاد 5% وسوريا 4%
التركيبة السكانية
وبينت المنظمة الدولية للهجرة أن التركيبة السكانية للمهاجرين تتوزع بين 14% قاصرون و11% نساء بالغات و75% رجال بالغون يتواجد معظمهم في المناطق الحضرية، حيث يعيش 63% من المهاجرين في مناطق حضرية، 37% يعيشون في مناطق ريفية ويعيش 72% من المهاجرين في مساكن مستأجرة يدفعون إيجارها بأنفسهم بينما يقيم 15% في أماكن عملهم وتعيش النسبة المتبقية في مساكن يوفرها أصحاب العمل أو جهات أخرى، مع قلة قليلة تقيم في مبانٍ مهجورة أو معسكرات غير رسمية.
فرص العمل
ويبلغ معدل البطالة في مصراتة 3%، وهو أقل بكثير من المعدل الوطني في ليبيا الذي يصل إلى 21% يعكس هذا الفرق الكبير توافر فرص العمل في المدينة، خاصة بفضل مشاريع البناء المستمرة، التي توفر فرص عمل للقوى العاملة المحلية والمهاجرة.
ويمتهن المهاجرون في مصراتة أعمال البناء (المهنة الأكثر شيوعًا)، أعمال التصنيع، عاملات في التنظيف والمنازل، ويبلغ متوسط دخل المهاجرين في مصراتة 1,273 دينارًا شهريًا، وهو أعلى قليلاً من المتوسط الوطني البالغ 1,198 دينارًا ليبيًا رغم ذلك، تظل الزيادة في مستويات الدخل هامشية مقارنة بارتفاع معدلات التوظيف في المدينة.
التحديات
ويواجه المهاجرون عدة تحديات أبرزها انعدام الأمن الوظيفي الذي يبلغ 66% في مصراتة مقابل 53% في بقية ليبيا، الإساءة اللفظية والتي تعرض لها 46% من المهاجرين في مصراتة والدفع بأقل من المتفق عليه حيث أن 31% من العمال في مصراتة واجهوا هذه المشكلة إلى جانب عدم دفع الأجور في الوقت المحدد حيث أن 29% من المهاجرين مروا بهذه التجربة في مصراتة مقابل 24% في بقية ليبيا.
القطاع الخدمي
أما عن القطاع الخدمي فقد أفاد 99% من المهاجرين في مصراتة بأنهم يحصلون على مياه شرب آمنة، وهي نسبة أعلى بكثير من المعدل الوطني البالغ 84%. في المقابل، يعاني 1% فقط من نقص في توفر مياه الشرب، مقارنة بـ 16% في بقية أنحاء ليبيا كما أن 4% فقط من المهاجرين في مصراتة يواجهون صعوبات في الحصول على الرعاية الصحية، مقارنة بـ 27% على المستوى الوطني ويتمحور السبب الرئيسي للقيود الصحية في عدم القدرة على تحمل التكاليف، حيث يعاني منها 96% من المهاجرين في مصراتة مقابل 63% في بقية البلاد.
وبالنسبة للتعليم فإن 71% من الأطفال المهاجرين في مصراتة يتمكنون من الالتحاق بالمدارس، مقارنة بـ 43% فقط في بقية أنحاء ليبيا و29% من أطفال المهاجرين في مصراتة يواجهون صعوبات في الوصول إلى التعليم، بسبب نقص الوثائق الرسمية في الغالب.
وبحسب منظمة الهجرة الدولية فإن تقريرها وإحصاءاتها تعتمد على 24,444 مقابلة مباشرة مع المهاجرين، من بينهم 642 مقابلة أجريت في مصراتة، خلال الفترة من 1 يناير إلى 30 أكتوبر 2024 وتعتمد البيانات على مقابلات مع مخبرين رئيسيين ضمن الجولة 54 من جمع البيانات مع ملاحظة أن العينة غير ممثلة بشكل كامل لجميع الفئات العمرية.
