د. محمود المعلول
الحقيقة إن اللغة تتطور بمرور الزمن، فمثلاً في ليبيا كانت هناك ألفاظ، وكلمات اختفت اليوم، وتوجد في رسالة ليوسف باشا القرمانلي أرسلها إلى أحد قادته يقول (طاحوا عشرة تريس) بمعنى ماتوا أو قتلوا، وقد اختفت هذه الكلمة اليوم، وقال كذلك في رسالته (ضربتهم كورة)، بمعنى قنبلة، وكانت تسمى في الماضي بالكورة، وهكذا تتطور الألفاظ، وتتطور اللغة، فتختفي كلمات، وتظهر كلمات جديدة بعكس اللغات الأخرى.
تعتبر القرى والبلدان في ليبيا أقرب البلدان للغة العربية الفصحى، خاصة منطقة الشرق، ومنطقة الغرب كذلك ،فحتى خلال هجرة قبائل بني هلال، وبني سليم تم اقتسام المنطقتين بينهما ، وهناك ألفاظ عربية فصيحة لازالت موجودة عند السكان ، وكذلك الشعر، وحفظه يدل دلالة واضحة على أصول هؤلاء السكان كأهل إجدابيا بلد الشعر، والشعراء ، وكذلك أسماء الأكلات، وغيرها ، ولازالت هناك قبائل في بلادنا ليبيا أصولها عربية من مختلف قبائل العرب، كبني هاشم في كل مناطق ليبيا، مثل مناطق بني وليد، وترهونة، وطرابلس، والجنوب، والشرق، وغيرها من مناطق ، ومن الألفاظ، والكلمات التي كانت موجودة عند العرب في الجاهلية، وعند مجيء الإسلام، واستمرت موجودة الكلمات، والجمل التالية :
1/ تقصع في جرتها.
ورد في مسند الإمام أحمد عن عمرو بن خارجة قال: خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو بمنى على راحلته، وإني لتحت جران ناقته، وهي تقصع بجرتها، ومعنى تقصع بجرتها، أي: تقوم بعملية الهضم، وجرن الناقة مقدم العنق، ومعنى تقصع في جرتها، أي: تقوم بالبلع.
2/ كلمه عفجه
ورد في كتاب الصحاح للجوهري أن عفجه ضربه بالعصا في ظهره ، وقيل هو الضرب باليد ، وهو الظاهر أنه الصحيح؛ لأن في الحياة اليومية عن العفج هو الضرب باليد .
3/ كلمة الردغ
ورد في كتاب لسان العرب لابن منظور أن الردغ هو الماء، والطين، والوحل الكثير
4/ طليس
توجد كلمة طليس في اللهجة الليبية بمعنى شدة السواد، والأطلس بمعنى الأسود، وهي من اللغة العربية الفصحى.
5/ النخس
ذكره ابن منظور فقال: نخس الدابة غرز جنبها، أو مؤخرها بعود، أو نحوه.
والحقيقة أن هناك كلمات كثيرة انتشرت بليبيا نتيجة لهجرات القبائل العربية، واختلاط الناس مع بعضهم البعض، وهجرة سكان الأندلس إلى نواحي طرابلس، وغيرها من المناطق.
والله يصلح أحوالنا …
