في قرية مغوى الهادئة، تواصل الحاجة عتيقة محمد عمران، إحدى الأمهات الفاضلات، المحافظة على إرث الأجداد من خلال ممارسة مهنة تقليدية بدأت تندثر مع الزمن، وهي طحن الحبوب بالرحى، الأداة القديمة التي شكّلت جزء مهم من حياة الريف الليبي.
وفي حديث خاص لـ”منصة الليبية”، أوضحت الحاجة عتيقة أن الرحى تُصنع يدوياً من مزيج الجير والرشاد، حيث يتم جلب المواد الخام من الواحات والغابات القريبة، ثم تُحرق بالنار لتأخذ شكلها الصلب والمناسب للطحن.
وتتكوّن الرحى من “الفراشة” التي توضع فيها الحبوب، والقلب المثبت، وهو عود يستخدم لتحريك الرحى يدوياً، حيث تبدأ عملية الطحن بحركة دائرية بسيطة، لكنها فعّالة في تحويل الحبوب إلى دقيق ناعم.
وتؤكد الحاجة عتيقة أن الرحى قادرة على طحن مختلف أنواع الحبوب، مثل القمح، الشعير، القافولي والقصب، مشيرة إلى أن هذه المهنة ليست فقط وسيلة لتحضير الطعام، بل هي أيضاًُ رمز من رموز الصبر والبركة في الحياة اليومية.
الرحى في عيون الحاجة عتيقة ليست مجرد حجرين يدوران، بل هي ذاكرة قرية وروح تراث، تروي حكاية زمن كانت فيه البركة تُصنع بيد الأمهات الصابرات.