في خطوة غير تقليدية ومفاجئة لكثيرين في الأوساط العلمية والفضائية، أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” تعيين الملياردير الأمريكي جاريد إسحاقمان، الرئيس التنفيذي لشركة Shift4 المتخصصة في خدمات الدفع الرقمي، رئيس جديد للوكالة، ليقودها مع بداية عام 2025 نحو مسار جديد في سباق الفضاء الحديث.
ويُعد إسحاقمان شخصية استثنائية وغير نمطية لهذا المنصب، إذ اعتادت ناسا على اختيار قيادات من خلفيات أكاديمية أو علمية، مثل العلماء والمهندسين ومسؤولي الحكومة الفيدرالية،
لكن إسحاقمان أثبت خلال السنوات الأخيرة حضور لافت في عالم الفضاء، بعد أن قاد وموّل شخصياً مهمتين فضائيتين خاصتين عبر شركة “سبيس إكس”، كما استثمرت شركته ما يقارب 30 مليون دولار في مشاريع متعلقة بالفضاء، تحديداً مع “سبيس إكس” التابعة للملياردير إيلون ماسك.
تعتمد ناسا بشكل متزايد على الشراكات التجارية في برامجها المستقبلية، خصوصاً مع “سبيس إكس” و”بلو أوريجين” التابعة لجيف بيزوس، لتطوير مركبات الهبوط القمرية المأهولة.
لكن إسحاقمان لا يخفي انتقاداته لبعض هذه البرامج، واصفاً الإنفاق المزدوج على الشركات المتنافسة بأنه “هدر للمال العام”، داعياً إلى توجيه الموارد نحو أهداف علمية أكثر أهمية.
في تصريحاته الأخيرة، أكد إسحاقمان أنه يدعم تحويل جزء من التمويل الحالي إلى مشروعات بحثية ضخمة، مثل: برنامج إعادة عينات الصخور من كوكب المريخ، المراصد الفلكية لاكتشاف كواكب صالحة للحياة، التلسكوبات الفضائية المتقدمة لاستكشاف الكون العميق.
ويقول مراقبون إن تعيينه قد يكون بداية عهد جديد أكثر جرأة وتنوع في قيادة ناسا، في وقت يشهد فيه قطاع الفضاء العالمي تنافس حاد بين الدول والشركات الخاصة، وسط تحولات سريعة في الأولويات والاستراتيجيات.
ومع دخول عام 2025، تظل الكثير من الأسئلة مفتوحة حول المسار الجديد لناسا تحت قيادة إسحاقمان، ومدى تأثير رؤيته التجارية على توجهات الولايات المتحدة في سباق الفضاء المتسارع.