الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-06-30

10:52 مساءً

أهم اللأخبار

2025-06-30 10:52 مساءً

حرائق الأصابعة… لغز يبحث عن دولة

حرائق الأصابعة… لغز يبحث عن دولة.. أحمد بو غرسة

بقلم .. أحمد بوغرسة

لا تزال منطقة الأصابعة تعيش على وقع الحرائق المتكررة، وسط ذهول سكانها وصمت سلطاتها، في مشهد يبدو كأنّه مقتبس من رواية غامضة لم تكتب نهايتها بعد، فمنذ أشهر، تتعاقب النيران على منازل وأماكن بعينها، دون تفسير علمي واضح، ودون موقف رسمي يحترم عقل المواطن ويخفّف من رعبه.


الخبراء الدوليون الذين زاروا المنطقة وآخرهم الوفد المالطي، نفوا أن تكون الغازات أو المواد الكيميائية سببًا في هذه الحرائق الغامضة، كما لم تتحدث السلطات حتى اللحظة عن وجود عمل تخريبي أو متعمد، ومع ذلك، تحترق بعض المنازل مرة تلو أخرى، وكأن النار تعرف طريقها مسبقًا.


فأين الخلل؟
هل نحن أمام عجز عن الفهم؟ أم أن هناك من يفهم ويخشى التصريح؟ هل الصمت الرسمي ناتج عن الجهل بالحقيقة، أم عن الخوف من البوح بها؟ أسئلة ثقيلة تحاصر كل بيت في الأصابعة، وكل مواطن يعيش وسط الحريق والخوف من المجهول
وسط هذا الغموض، بدأت تروج في الأوساط الشعبية بعض التفسيرات، منها أن الجن هو من يشعل هذه الحرائق، أو أنها مرتبطة بلعنة كنز مدفون، حتى أن البعض يعتقد أن إعادة الكنوز إلى باطن الأرض قد تُطفئ النيران.


عندما اشتعلت كانيتو دي كارونيا الإيطالية
ربما نستحضر هنا حادثة مشابهة وقعت عام 2004 في بلدة كانيتو دي كارونيا بجنوب إيطاليا، حين اندلعت حرائق غامضة في عدد من المنازل، دون سبب واضح، لم تكن هناك دلائل على تماس كهربائي، ولا على مواد قابلة للاشتعال، البيوت احترقت مرارًا وتكرارًا، ما دفع الحكومة الإيطالية حينها إلى تشكيل لجنة وطنية تضم علماء جيولوجيا وفيزياء وطاقة ومحققين جنائيين
وبعد أشهر من التحقيقات الدقيقة، تبيّن أن مصدر الحرائق كان موجات كهرومغناطيسية قوية ناجمة عن إحدى محطات الرادار القريبة التابعة للجيش، تفاعلت بشكل غير متوقع مع أنظمة المنازل الكهربائية، الحكومة لم تتردد حينها في إعلان النتائج، واتخذت إجراءات فورية لحماية السكان.

في ليبيا لا شيء من ذلك
في المقابل، الأصابعة لا تزال تنتظر رواية رسمية تطمئن السكان أو تضعهم في قلب الحقيقة، فالاكتفاء بالتطمينات العائمة والزيارات البروتوكولية لا يكفي أمام مشهد تتكرر فيه النيران، وتتشابه فيه النهاية دائمًا: منزل محترق، وأسرة مرعوبة، وسلطات تلوذ بالصمت.


كم منزلًا يجب أن يُحترق قبل أن تتحرك الدولة كما يجب؟
هل ننتظر أن يتحول هذا اللغز إلى مأساة وطنية؟
أم أن الأصابعة لا تملك ما يكفي من الأهمية في حسابات السلطة لتستحق جوابًا؟

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة