شهدت مدينة بنغازي انعقاد فعاليات المؤتمر الدولي الرابع لطب المختبرات، الذي حمل شعار “ترسيخ ثقافة البحث العلمي”. وحظي المؤتمر بمشاركة واسعة من المختصين في مجال المختبرات الطبية من مختلف مناطق ليبيا، إلى جانب ممثلين عن النقابات والمؤسسات الصحية، حيث ناقش المشاركون التحديات التي تواجه هذا القطاع الحيوي، وآفاق تطويره من أجل تعزيز جودة الخدمات الصحية في البلاد.
وفي تصريحات خاصة للمنصة الليبية، أكد الدكتور رمضان سالم ساطي، رئيس اللجنة العلمية لنقابة طب المختبرات ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، أن المختبرات الطبية في ليبيا تسير بخطى ثابتة رغم بعض الصعوبات، وأوضح أن الأجهزة المتوفرة في العديد من المختبرات تُعد معتمدة دوليًا وتُستخدم في الأبحاث الحديثة، مشيرًا إلى أن المشكلة الأساسية تكمن في نقص المحاليل التشغيلية واستمراريتها. كما نوه إلى أهمية المعرض المصاحب للمؤتمر، الذي شمل أجهزة متطورة مثل أجهزة PCR والجين إكسبيرت.
من جانبه، عبّر الفريق طيار ركن محمد منفور، مدير الكلية الجوية، عن فخره بما تشهده بنغازي من فعاليات علمية متقدمة، معتبرًا المؤتمر مؤشرًا على تحسّن الأوضاع في المدينة. وأكد أن الشعب الليبي يستحق العمل المتواصل وتقديم الأفضل، مشيرًا إلى أن الأكاديمية الجوية تضم فرعًا لطب الطيران وتستعد لإنشاء مركز لطب الفضاء والعمق.
أما الدكتور خميس المسماري، مدير عام مصرف الدم بطبرق ورئيس نقابة المختبرات في المنطقة الشرقية، فقد أشار إلى أن أبرز التحديات تكمن في نقص المواد التشغيلية رغم توفر الكوادر المؤهلة، مشددًا على أهمية دعم قطاع نقل الدم باعتباره أمنًا قوميًّا، وضرورة توفير مبانٍ أكبر لاستيعاب العمل المتنامي وتقديم خدمات شاملة للمواطنين.
وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور الطيب بن ساسي، رئيس قسم المختبرات بمستشفى ابن سينا بسرت، أن المستشفى يخدم منطقة جغرافية واسعة، ويستقبل يوميًا نحو 150 عينة و30 متبرعًا بالدم. وذكر أن 80% من التحاليل المطلوبة متوفرة داخل المستشفى، بفضل دعم القيادة العامة والإدارة، مع وجود خطط مستقبلية لاستقدام أطباء زوار وتوسيع نطاق التحاليل والعلاجات.
أما من مدينة المرج، فقد تحدث الدكتور منصور حامد العرفي، عضو اللجنة التنظيمية للمؤتمر، وممثل مختبرات المرج، عن واقع المختبرات هناك، مؤكدًا توفر معظم التحاليل الكيميائية، مع بعض النواقص التي لا تُعد حرجة، مشددًا على ضرورة استمرار دعم هذه المؤسسات.
بدوره، أوضح الدكتور حامد الحضيري، رئيس نقابة طب المختبرات في مناطق وادي الشاطئ وأوباري، أن المنطقة تعاني من نقص في التجهيزات والمعدات التشغيلية، رغم توفر الكوادر البشرية الجيدة. وأشار إلى أن بعض التحاليل المهمة تُحال إلى مختبرات خارج المنطقة أو خارج البلاد، داعيًا إلى دعم المختبرات بمستلزمات تشغيلية منتظمة.
وفي تصريح ختامي، تحدث الدكتور توفيق أحمد النكّاس، من مستشفى بنغازي التعليمي لطب وجراحة العيون، عن واقع المختبرات داخل المستشفى، مؤكدًا توفر أكثر من 70% من التحاليل المطلوبة بفضل الكوادر الطبية الكفؤة، رغم وجود بعض النواقص بسبب تعثّر الإمدادات الطبية بين طرابلس وبنغازي. وأعرب عن أمله في تحسّن الوضع خلال الفترة المقبلة، مؤكدًا استمرار تقديم الخدمات للمرضى والعمليات اليومية في تخصص العيون.
ويُعدّ هذا المؤتمر محطة مهمة لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون بين المختصين في مختلف المناطق، ما يسهم في تطوير خدمات التشخيص المخبري والارتقاء بها نحو الأفضل.