في أحد أحياء مدينة بنغازي، يقف الشاب السوداني مهند محمود آدم فوق سقالة بناء، يمسك بالمعول بيد، ويحمل الأمل في اليد الأخرى. مهند، خريج كلية القانون من جامعة قرطبة بالسودان، لم يكن يتخيل يومًا أن ينقلب مسار حياته من قاعات المحاكم إلى مواقع البناء.
هربًا من الأوضاع المعيشية الصعبة التي تعصف ببلاده، لجأ مهند إلى ليبيا باحثًا عن فرصة تُمكّنه من إعالة أسرته وتجاوز مرارة التهجير والفقر. ورغم نيله شهادة جامعية، لم يجد أمامه سوى العمل في مجال البناء، وسط ظروف صعبة لا تخلو من التعب والإرهاق، لكنها لم تُضعف عزيمته.
يحمل مهند في قلبه إصرارًا لا يُقهر، ويأمل أن يكون هذا الطريق، رغم قسوته، محطة مؤقتة تفتح له أبواب المستقبل، وتعيده يومًا ما إلى ميادين العدالة التي طالما حلم بخدمتها.