رغم التهجير وتقدم العمر، لا تزال الجدة حليمة أبوبكر، من مدينة مرزق، متمسكة بصناعة المشغولات السعفية التقليدية، إرثٌ عريق توارثته الأجيال في الجنوب الليبي، وتعكف على صيانته بيديها منذ نعومة أظفارها.
وتُعد حليمة من آخر الحرفيات في المنطقة اللاتي حافظن على هذا الفن اليدوي الأصيل، الذي يُعتمد فيه على سَعف النخيل في صناعة منتجات متعددة مثل القفاف، والمراوح، والمكانس، والسلال وغيرها من الأدوات المنزلية التي كانت جزءاً لا يتجزأ من حياة أهل الجنوب.
رُغم معاناة التهجير وظروف النزوح القاسية، لم تتخلَّ الجدة حليمة عن حرفتها، بل اتخذتها مصدر رزق لها ولأسرتها، حيث تنقّلت بين مناطق ومحلات وادي الآجال حاملةً معها أدواتها البسيطة وإرثها الكبير، لإحياء هذا النوع من الصناعات التقليدية التي كانت تشتهر بها المنطقة.
وتروي حليمة بأن هذه الحرفة ليست مجرد وسيلة عيش، بل هي ذاكرة وهوية وثقافة متجذرة في أعماق الجنوب، داعيةً إلى دعم النساء الحرفيات وتشجيع الأجيال الجديدة على تعلم هذا الفن، لحمايته من الاندثار في ظل التغيرات الاجتماعية والاقتصادية.
وتحظى منتجاتها بإعجاب سكان المناطق التي تزورها، لما تتميز به من جودة وجمالية تعبّر عن روح التراث المحلي، كما تمثل نموذج حي للصمود والإبداع في وجه التحديات.