عقدت البعثة الأممية جلسة شارك فيها 32 شابةً وشابًا من المنطقتين الوسطى والغربية لمناقشة كيفية مساهمة الشباب في الوصول إلى استقرار ليبيا.
وسلط المشاركون الضوء على الانقسام السياسي معتبرين أنه عاملاً أساسيًا يُسهم في استمرار العنف وانعدام الأمن في مجتمعاتهم، حيث قال أحد المشاركين: “الانقسامات السياسية الحادة تُفاقم من النزعة القبلية والجهوية المُضرة”. الأمر الذي يدفع بالتنافس على السيطرة على النفط والموارد والفرص الأخرى، ويفاقم من تأزم الوضع الأمني، كما أفاد مشاركون آخرون، أن انعدام الثقة بين الأطراف السياسية والتشكيلات المسلحة تُعقّد من تحقيق الجهود الرامية إلى إرساء الاستقرار والسلام، مشيرين إلى لجوء العديد من الأفراد إلى حمل الأسلحة بغرض حماية أنفسهم.
بعد أن ناقش المشاركون التحديات الرئيسية التي تواجه مساعي الحد من العنف المجتمعي في ليبيا، توصلوا إلى عدة توصيات منها تحسين آليات مشاركة الشباب في الانتخابات لتعزيز الثقة في العملية السياسية ودعم المنظمات غير الحكومية المحلية في جهود التوعية والدعوة إلى السلام وإقامة شراكات بين القطاعين العام والخاص لتحسين الاقتصاد الوطني وخلق المزيد من فرص العمل والاستثمار للشباب.
ومن بين التوصيات أيضا دعم الشركات الناشئة وتسريع مشاريع ريادة الأعمال في جميع أنحاء البلاد لتحقيق السلام والأمن المستدامين وتعزيز المساءلة والشفافية والسياسات الشاملة، وتعيين المسؤولين على أساس الكفاءة، لا على أساس خلفياتهم القبلية ودعوة وسائل الإعلام إلى تخفيف التوترات وتعزيز السلام من خلال الحد من المعلومات المضللة وخطاب التفرقة وإطلاق خطة وطنية شاملة لنزع السلاح، وإعادة دمج المسلحين من خلال حوافز اقتصادية واجتماعية، ومنع التجنيد من خلال برامج تدريبية وفرص عمل للشباب وتطبيق العدالة الانتقالية وتحقيق المصالحة الوطنية وتمكين جميع المكونات الثقافية الليبية، والنساء والشباب والأشخاص ذوي الإعاقة، لضمان مشاركتهم الفعالة.
الجدير بالذكر أن برنامج “الشباب يشارك” التابع لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا يهدف إلى إشراك ألف شابة وشاب ليبي مع نهاية شهر مايو 2025 في جمع أفكارهم وتوصياتهم حول مواضيع متنوعة لإثراء استراتيجية البعثة الموجهة للشباب، وإعلاء أصواتهم.