شهدت مناطق متفرقة حول العالم هزات أرضية متتابعة، حيث ضرب زلزال قوي مدينة إسطنبول التركية وولايات مجاورة، استمر بين 10 و15 ثانية، ما تسبب في حالة ذعر بين السكان دون تسجيل خسائر بشرية حتى الآن. وشوهد الناس يغادرون المباني لحظة وقوع الزلزال.
وقال مركز أبحاث العلوم الجيولوجية الألماني (جي.إف.زد) إن زلزالا بقوة 6.02 درجات ضرب تركيا، وأضاف أن مركز الزلزال على عمق عشرة كيلومترات.
من جهتها، أشارت إدارة الكوارث والطوارئ التركية “آفاد” إلى أن مركز الزلزال كان في منطقة “سيليفري” شمال اسطنبول.
وحذرت إدارة الكوارث والطوارئ التركية آفاد المواطنين من الدخول للمباني المتضررة من الزلزال أو التواجد في محيطها، ودعت إلى استخدام الرسائل النصية أو مواقع التواصل من المكالمات للتواصل مع الآخرين، وفق وكالة الأناضول التركية.
وأشارت وسائل إعلام محلية إلى أن شخصًا أصيب بعد أن قفز من شرفة خلال الزلزال الذي وقع خلال عطلة عامة في تركيا.
وبينما أكد وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا أن فرق هيئة الكوارث والطوارئ بدأت عمليات مسح ميدانية، طمأن وزير النقل عبد القادر أورال أوغلو أن لا أضرار في الطرق والمطارات والسكك الحديدية وفق البيانات الأولية.
بدوره، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه يتابع التطورات بشأن الزلزال في إسطنبول من كثب، متمنيًا السلامة لمواطنيه.
صور أرشيفية: 6 فبراير 2023، ضرب زلزال جنوبي تركيا وشمالي سوريا مركزه قهرمان مرعش بلغت قوته 7.7 درجات
وفي تونس، أعلن المعهد الوطني للرصد الجوي عن رجتين أرضيتين متتاليتين بولاية سيدي بوزيد، الأولى بقوة 3.8 درجات والثانية 4.0 درجات على سلم ريختر وعلى مستوى 10.6 كم شمال شرق منطقة سوق الجديد، شعر بهما المواطنون في عدة مناطق من الولاية، ولم ترد أنباء عن وقوع خسائر بشرية أو أضرار مادية جراء الزلزالين.
وشهدت ولاية بوزيد التونسية في فبراير الماضي عدة هزات أوضح رئيس مصلحة البحث والتطوير في الجيوفيزياء بالمعهد الوطني للرصد الجوي حسان الحامدي، أن أسباب تسجيل هذه الهزات تعود بالأساس إلى نشاطات تكتونية تحت سطح الأرض.
وأشار الحامدي إلى أن المنطقة التي تشهد هذه الهزات تقع بالقرب من حدود الصفائح التكتونية، وبحكم أن البلاد التونسية تقع في الضفة الشمالية للصفيحة الإفريقية التي هي في حركة مستمرة نحو الصفيحة الأوروآسيوية، فإن هذه المناطق تشهد تراكم توترات وطاقة هائلة بسبب انزلاق صفائح (اندساسها تحت صفائح أخرى) أو تلاقيها (تصادمها) أو تباعدها.
ولفت الحامدي إلى أن الهزات الأرضية المسجلة لم تسبب أضرارا كبيرة على مستوى البنية التحتية أو الأرواح البشرية، ما عدا بعض الشقوق في بعض البنايات.
أما في إندونيسيا، فقد وقع زلزال بقوة 6.2 درجات قبالة ساحل البلاد، على عمق 117 كيلومتراً، وفق ما أفاد المعهد الأميركي للدراسات الجيولوجية، وكان مركز الهزة في محيط جزر تالاود قرب الفلبين.
وكان مركز الهزّة في محيط جزر تالاود الإندونيسية على مسافة متساوية من جزر الملوك الإندونيسية على بُعد نحو 300 كيلومتر، وجنوب الفلبين على بُعد نحو 350 كيلومتراً، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. ولم تصدر الوكالة تحذيرا من حدوث تسونامي، حيث إنه من غير المتوقع أن يتسبب الزلزال في حدوث أمواج مدمرة.
وتقع إندونيسيا على حزام النار النشط زلزاليا في المحيط الهادئ، وتشهد زلازل متكررة، كما أنها موطن لـ 127 بركانا نشطا بسبب النشاط التكتوني الكثيف.
ومنذ بداية العام 2025 ويشهد العالم زلزلا يومية، واللافت للنظر هو شدة هذه الهزات وتنوع مواقعها إذ يشهد العالم ضربات قوية تتخطى الـ 6 درجات بمقياس ريختر في آسيا وأمريكا الجنوبية والبحر المتوسط.
تشير الدراسات إلى أن عدد الزلازل الكبير “بقوة 7 درجات فأكثر” ظل ثابتًا نسبيًا على مر العقود. ومع ذلك، فإن زيادة وسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة أسهمت في زيادة الوعي والتغطية الإعلامية للزلازل عند حدوثها.
أما بالنسبة للزلازل الأقل في القوة فهناك زيادة ملحوظة فيها ومن أسبابها النشاطات الإنسانية المتعلقة بشق الطرق وأعمال التفجير الإنشائي والاستكشافي واستخراج النفط والغاز وغيرها.