بعد ساعات قليلة من كلمة ألقاها رئيس الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة، محمد الرعيض، مالك مصنع “النسيم” وعضو مجلس النواب، خلال فعاليات المنتدى الاقتصادي الليبي يوم أمس الثلاثاء، تطرّق فيها إلى ضرورة استبدال دعم الوقود، إلى جانب تعليقه على دعم الكهرباء الذي ارتفع بشكلٍ مفرط بالتزامن مع زيادة الاستهلاك بنحو خمسة أضعاف، حسب وصفه، كما تطرق إلى المياه التي قال إنها تُستهلك بشكلٍ كبير وتُكلّف الدولة خمسة دنانير للمتر المكعب، اشتعلت بعدها مواقع التواصل الاجتماعي بالدعوة لتنفيذ حملة مقاطعة لمنتجات “النسيم”، ردًا على كلام الرعيض الذي جاء بحضور رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة.


مع المقاطعة
أعلن “حراك سوق الجمعة” عبر فيسبوك عن دعمهم لحملة المقاطعة ردًا على تصريحات الرعيض المرتبطة بدعم الكهرباء والماء والوقود، حيث ورد على الحساب الرسمي وجاء في نص البيان:
“حراك أبناء سوق الجمعة.. نعلن دعمنا الكامل لحملة مقاطعة شركة النسيم.
إن التصريحات الأخيرة الصادرة من الرعيض، صاحب شركة النسيم، تمس قيمة واحترام المواطن الليبي.
ونؤكد أن اللي يستخف بعقلك، ما يستحق دينارك.. المقاطعة موقف واعٍ… وصوت الناس أقوى من أي إعلان.”
الممثل أصيل بحير كتب عبر حسابه: (من أنتم لولا البسطاء؟ نحن مع الشعب. أطلعوا واعتذروا للشعب، بعدها نلغي المقاطعة)، معبرًا عن دعمه للمقاطعة.
المواطن محمد الحامي عبّر عن تضامنه مع المقاطعين، ونشر في فيسبوك:
“في اجتماع عائلي توًا من ساعة بالتحديد.. قررنا.. نحن عائلة خالد الحامي.. مقاطعة منتجات النسيم، والله معاد شاريها ولا خاشة الحوش بإذن الله.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. حرر بتاريخ 23 أبريل 2025.”


إلى جانب ذلك، تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورًا لعشرات المحال التجارية التي تضامنت مع حملة المقاطعة ودعمتها، وسط تفاعل كبير من المتابعين.
ضد المقاطعة
قابل بعض المواطنين والمختصين في الاقتصاد حملة المقاطعة بالرفض، كونها ستضر بالمنتج المحلي قبل “مالك المصنع”.
وكتب خبير الاقتصاد محمد أحمد عبر منصات التواصل: (لست من مؤيدي مقاطعة أي منتج وطني أو أي مصانع وطنية قانونية، فهي جزء من هيكل اقتصادنا، واختلاف الآراء لا يبرر مقاطعة بالتأكيد).
إلى جانب ذلك، كتب “المعلق الصوتي” عبد الحميد بن ضو: (النسيم صناعة ليبية وباب رزق لعائلات ليبية. دليس صناعة تونسية ومش راح تأكله بلاش).
وكتبت المواطنة نينا البدري عبر فيسبوك:
“النسيم تمثل منتجًا وطنيًا ليبيًا، يدعم الاقتصاد المحلي ويوفر فرص عمل لأبناء الوطن. ما صدر عن مالك الشركة هو مجرد رأي شخصي، لا يمثل قرارًا رسميًا للدولة، ولا يمكن أن يكون مبررًا لضرب منتج وطني ناجح.
إذا كنا نبحث عن مقاطعة حقيقية تخدم قضايا الأمة، فلنبدأ بمقاطعة المنتجات الداعمة للكيان الصهيوني والممولة للعدوان على أهلنا في فلسطين، لا أن نحارب بعضنا البعض ونضرب اقتصادنا بأيدينا.”
منتجات “النسيم” التي أصبحت الشغل الشاغل خلال الساعات الماضية، أشعلت حديث الناس في المقاهي والأزقة ووسائل المواصلات العامة، وحتى في طوابير المخابز وكراسي الانتظار في المستشفيات.


الرعيض عضو مجلس النواب
وتناول حديث الناس في الشارع الراتب الشهري لعضو مجلس النواب، محمد الرعيض، الذي يلامس 20 ألف دينار شهريًا، مع احتساب الامتيازات التي تعادل نحو ثمانية أضعاف متوسط مرتبات موظفي القطاع العام لسنة 2024، ليصل راتبه السنوي إلى نحو 240 ألف دينار.
الاعتمادات لصالح شركة الرعيض
وبالعودة إلى بيانات مصرف ليبيا المركزي، فقد تحصلت شركة “النسيم للصناعات الغذائية” على اعتمادات مستندية بقيمة 176.374 مليون دولار، أي ما يعادل نحو مليار دينار.

الرعيض بين السياسة والتجارة
محمد الرعيض، الذي جمع بين العمل السياسي والتجاري، ظهر إلى جانب عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية، في عدة مناسبات داخلية وخارجية، كونه يشغل منصب رئيس الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة.
وقد دعا هذا التداخل بين الأدوار بعض المراقبين للتفكير في أن الرعيض يحاول التسويق لفكرة الدبيبة بشأن استبدال أو رفع الدعم عن الوقود.