يُحيي العالم اليوم، الأول من مايو، يوم العمّال العالمي، في مناسبة سنوية تحتفي بالطبقة العاملة وتُخلّد نضالها الطويل من أجل تحسين ظروف العمل، وتحقيق العدالة الاجتماعية، في وقت يستمر فيه العمال حول العالم بالمطالبة بحقوقهم في وجه التحديات الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة.
ويعود أصل هذا اليوم إلى القرن التاسع عشر، حيث كانت مدينة شيكاغو الأمريكية مركز لحركة نضالية طالبت بتقليص ساعات العمل اليومية إلى ثماني ساعات، وفي عام 1886، خرج عشرات الآلاف من العمال في إضراب شامل قُوبل بالقمع، وانتهى بحادثة مأساوية تُعرف بـ”قضية هايماركت”، حيث قُتل عدد من المتظاهرين ورجال الشرطة بعد انفجار قنبلة في مظاهرة سلمية؛ لتصبح تلك الواقعة رمز عالمي لنضال العمال.
وأدى هذا الحدث إلى محاكمة عدد من قادة العمّال وإعدام أربعة منهم، وكتب أحدهم “أوجست سبايز” رسالة مؤثرة لابنه قال فيها “أموت من أجل قضية شريفة، وستفخر بي عندما تكبر”. هذه الرسالة أصبحت من أبرز رموز الكفاح العمّالي.
انطلقت فكرة الاحتفال بعيد العمّال لأول مرة في أستراليا عام 1856، وانتقلت إلى الولايات المتحدة وكندا لاحقاً، حيث شهدت نيويورك أول احتفال رسمي عام 1882، ومع تعاظم التضامن العمّالي، اعترف المؤتمر الاشتراكي الأممي عام 1889 بيوم 1 مايو كعيد عالمي للعمّال، لتحتفل به عشرات الدول منذ ذلك الحين، وتُعلنه عطلة رسمية.
ورغم اختلاف تواريخ الاحتفال، يبقى الأول من مايو مناسبة تعبّر فيها الشعوب عن التقدير للعمال، ووسيلة للتذكير بضرورة احترام حقوقهم الأساسية، مثل الأجر العادل، والحق في التنظيم، والسلامة المهنية.
ويُشهد هذا اليوم في العديد من الدول مسيرات واحتجاجات تعبر عن مطالب اجتماعية واقتصادية، منها مسيرات دعم العمال غير الموثقين في الولايات المتحدة، واحتجاجات سياسية كما حدث في فرنسا ضد مرشحي اليمين المتطرف.
وبينما تستمر التحديات التي تواجه العمال في مختلف أنحاء العالم، يظل يوم العمال مناسبة لتجديد العهد على مواصلة النضال من أجل بيئة عمل أكثر عدالة وكرامة.