الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-07-16

12:03 مساءً

أهم اللأخبار

2025-07-16 12:03 مساءً

الذكاء الاصطناعي.. ضغطة زر تضع حرية الصحافة ومستقبل الصحفيين على المحك

الذكاء الاصطناعي.. ضغطة زر تضع حرية الصحافة ومستقبل الصحفيين على المحك

كل عام وفي اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف الثالث من مايو يتفجر الحديث عن تأثير الذكاء الاصطناعي على حرية العمل الإعلامي ومستقبل الصحفيين وكيف يمكن للصحفي أن يجد له مكانا وسط هذا التطور الهائل في تكنولوجيا الاتصال.

صحيفة بالذكاء الاصطناعي

وفي هذا الشأن كشفت صحيفة “إل فوليو” اليومية الإيطالية عن إصدار أول صحيفة مطبوعة في العالم تعتمد على الذكاء الاصطناعي بالكامل دون أي تدخل من المحررين.

وأشارت الصحيفة إلى أنها بدأت تجربة تستمر شهرا لإصدار عدد يومي يتكون من 4 صفحات ويعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي وسيتم توزيعه مجانا مع العدد التقليدي المكون من 10 صفحات ويباع بسعر 1.8 يورو.

وتتولى أنظمة الذكاء الاصطناعي كتابة المقالات ووضع العناوين والملخصات وتختار أهم الاقتباسات في الموضوعات دون أي تدخل بشري في الصحيفة التجريبية التي تصدر تحت اسم “إل فوليو أيه. آي”.

وشرح فريق تحرير الصحيفة الإيطالية الفكرة بالقول “نحن الصحفيون نكتفي فقط بطرح الأسئلة على أنظمة الذكاء الاصطناعي، ثم سنقرأ كل الإجابات”، مشيرا إلى أن هدفهم هو نقل تقنيات الذكاء الاصطناعي من الإطار النظري إلى الجانب التطبيقي في عالم الصحافة.

فقدان الثقة

في المقابل أظهرت دراسة أجرتها جامعة كانساس أن القراء يفقدون الثقة في مصداقية الأخبار عندما يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي قد ساهم في إنتاجها، حتى لو لم يكونوا على دراية كاملة بكيفية تأثير هذه التكنولوجيا.

وأظهرت النتائج أيضًا أن الناس يدركون وجود  الذكاء الاصطناعي في صناعة الأخبار، ولكنهم ينظرون إليه بشكل سلبي. كما أن فهم كيفية مساهمة هذه التكنولوجيا في إعداد المحتوى يعد أمرًا معقدًا، مما يخلق تحديًا في كيفية توضيح هذا الأمر للقراء بطريقة بسيطة ومفهومة، وفقًا لموقع Phys.org.

أظهرت النتائج أن أغلب القراء كانوا يظنون أن البشر هم من يكتبون المقالات بشكل رئيسي، حيث اعتقد بعضهم أن الذكاء الاصطناعي قد يكون ساعد في البحث أو في كتابة مسودة تم تعديلها لاحقًا من قبل الإنسان.

وقالت أليسا أبلمان، الأستاذة المساعدة في كلية الصحافة بجامعة ويليام ألين وايت والباحثة المشاركة في دراستين حول هذا الموضوع: “مع تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي في  صناعة الأخبار، أصبح من الضروري أن يفهم الجمهور كيف يؤثر هذا على مصداقية الأخبار”.

أخبار مضللة

وتستعد جهات دولية عدة، من بينها منظمة اليونسكو، لإقامة سلسلة من الفعاليات احتفاءً باليوم العالمي لحرية الصحافة وذلك ضمن إطار المؤتمر الدولي لليوم العالمي لحرية الصحافة 2025 وتُركّز احتفالية هذا العام على التأثير العميق والمتسارع للذكاء الاصطناعي في حقل الصحافة والإعلام. فهذه التكنولوجيا لم تعد فقط وسيلة لتسريع العمل الصحفي، بل أصبحت جزءًا من منظومة إنتاج الأخبار، من خلال تحسين أدوات التحقيق الصحفي، وإنشاء المحتوى، وتسهيل عمليات التحقق من المعلومات، فضلًا عن إمكانية الوصول إلى جماهير متعددة اللغات وتحليل البيانات بدقة أعلى.

لكن، ورغم هذه الفوائد التقنية، تُطرح تحديات متعددة أمام حرية الصحافة. من أبرزها انتشار الأخبار المضللة والمزيفة التي تُنتجها أنظمة الذكاء الاصطناعي، وتنامي استخدام تقنية “التزوير العميق” (Deepfake)، والتمييز الخوارزمي في تنظيم المحتوى، والرقابة الرقمية التي قد تهدد سلامة الصحفيين. كما يثير اعتماد الذكاء الاصطناعي في نماذج الأعمال الإعلامية تساؤلات حول عدالة تعويض الصحفيين واستدامة المؤسسات الإعلامية في المستقبل.

وتسعى الفعالية إلى مناقشة هذه التحولات ضمن رؤية تشاركية، حيث تجمع الصحفيين، وصنّاع السياسات، والمهنيين في قطاع الإعلام، وممثلين عن المجتمع المدني، بهدف تطوير فهم جماعي لمستقبل حرية الصحافة في ظل التغيرات الرقمية المتسارعة ويتم التركيز خلال الجلسات على أهمية حماية القيم الديمقراطية وضمان استقلالية وسائل الإعلام، وتفادي أن يُستخدم الذكاء الاصطناعي كأداة للهيمنة أو التضييق على حرية التعبير.

تهديد

وفي هذا الشأن قال أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الذكاء الاصطناعي “يمكن إما أن يدعم حرية التعبير أو يكتم صوتها”، مضيفا أن حرية الصحافة تواجه “تهديدا غير مسبوق”.

وأكد غوتيريش في رسالة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، أن حرية الناس “رهينة بحرية الصحافة” في ظل عالم يعاني من النزاعات والانقسامات، معتبرا أن الصحافة الحرة والمستقلة خدمة عامة أساسية “والعمود الفقري الذي تستند إليه مبادئ المساءلة والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان”.

وقال الأمين العام إن عمل الصحفيين يزداد صعوبة وخطورة عاما تلو العام، فيما يتعرضون للاعتداءات والاحتجاز والرقابة والترهيب والعنف والموت، لمجرد قيامهم بعملهم، ويزداد عدد القتلى في صفوفهم في مناطق النزاع، “ولا سيما في غزة”.

ورغم التحديات التي تفرضها تقنية الذكاء الاصطناعي على مستقبل وحرية العمل الإعلامي إلا أنها بالتأكيد ستشكل إضافة تسهل عمل الصحفيين وبمرور الوقت يمكن تطويعها لخدمة الرسالة الإعلامية والصحفيين وتسهيل مهامهم.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة