صرخات صامتة أطلقتها الأمهات في وجه قسوة أبناء شرعوا في قتلهم.. منهن من فارقن الحياة وأخريات يرقدت في غرف العناية الفائقة.
خلاف عائلي
آخر ضحايا جرائم الأبناء بحق أمهاتم سيدة ضربها ابنها بآلة حادة على خلفية خلاف بينه وبينها لينتهي بها المطاف في العناية الفائقة بالمستشفى أما الابن الجاني فقدتم القبض عليه.
وقائع الحادثة نشرها المحامي عصام التاجوري الذي قال إنه في ساعة متأخرة من الليل، استقبل مستشفى الجلاء بمدينة بنغازي سيدة مسنة في حالة حرجة، وقد نُقلت وهي غارقة في الدماء إثر ضربة بآلة حادة (ساطور) استقرت في رأسها، أدخلت على الفور إلى غرفة العناية الفائقة وسط حالة من الصدمة والذهول.
وبحسب إفادة الزوج، فإن الجاني لم يكن سوى ابنهما، الذي أقدم على هذا الفعل المروع عقب خلاف حاد نشب بينه وبين والدته، على خلفية توتر متصاعد بين زوجته وأمه. وتشير المعلومات الأولية إلى أن الابن اختار الوقوف في صف زوجته ضد والدته، لينتهي الخلاف بجريمة مروعة.
وبمجرد ورود البلاغ، تحركت دورية أمنية تابعة لمركز شرطة البركة، وتمكنت من القبض على الجاني في وقت قياسي. وخلال عملية القبض، كان المتهم يصرخ بشكل هستيري قائلاً: “أنا مسحور”، ما أضاف بعداً غامضاً ومأساوياً للمشهد.
السحر
وفي هذا الشأن علقت الدكتورة جازية شعيتير دكتورة القانون الجنائي وعضو اللجنة الأستشارية بالبعثة الأممية قائلة هذه الجريمة تحتاج إلى علم اجتماع جنائي وعلم اجتماع عقاب وعلم نفس جنائي أكثر من حاجتها لقانون العقوبات والقوانين المكملة له.
فيما توقف صالح أبو الخير عضو اللجنة التحضيرية لمشروع ليبيا وجه آخر عند كلمة مسحور التي قالها الجاني معتبرا أن “أنا مسحور أصبحت مخرجا سهلا لكل جاني” وأضاف “أتذكر عسكري تمرد على قيادته ثم خرج قائلا أنا مسحووور السحر أصبح شعارا سياسيا وسلوكا اجتماعيا وكل هذا لمصلحة من يوفر لهم السحر ومقاومته سبيلا للبقاء في المشهد السياسي والاجتماعي”.
ذبح والدته
هذه القصة ليست الوحيدة التي تحمل أبعادا إنسانية مؤلمة في علاقة الأم بابنها ففي شهر فبراير الماضي أيضا اهتزت مدينة سرت بعد إقدام شاب في الثلاثينات من عمره على قتل والدته ذبحاً بواسطة قطعة زجاج.
حيث كشفت مديرية أمن سرت، أن قسم البحث الجنائي بسرت تلقى بلاغا هاتفيا، بأن شاب يدعى (م.إ.د.ع) من مواليد 1991، عاطل عن العمل، قام بذبح والدته (ف.ا.ع.ع) مواليد 1956 بقطعة زجاج.
وأوضحت المديرية، أنه وعلى الفور تحرك رجال الأمن إلى مسرح الجريمة، حيث قامت وحدات التحري والتحقيق التابعة للبحث الجنائي سرت، وبإشراف النيابة العامة، بضبط الجاني واتخاذ الإجراءات القانونية بحقه.
طعن
وفي يناير الماضي أيضا شهدت مدينة الجفرة جريمة قتل شاب والدته طعنا بسكين وشنقها وتعليق جثّتها في حبل للإيهام بأنها عملية انتحار.
وكشفت مديرية أمن الجفرة، أنه تم العثور على امرأة معلقة في حبل من رقبتها في غرفة نومها، وبعد انتقال فريق التحقيق والتحري التابع لقسم البحث الجنائي، تبيّن وجود آثار طعنات في يدها وآثار دماء على فراش نومها، كما تمت معاينة وجود علامات اختناق على رقبتها بعد موتها.
وأضافت أنّه أثناء التحقيقات مع أبنائها، اعترف أحدهم بقتلها بسبب خلاف حول بيع سيارة، حيث قام بضربها بسكين لتفارق الحياة، ثم تولى شنقها من رقبتها في نافذة شقتها للإيهام بأنّها انتحرت، من أجل تضليل التحقيقات وإبعاد الشبهات وأكدّت مديرية الأمن أن ارتكاب هذه الجريمة كان تحت تأثير تعاطي المخدرات.
حوادث اعتداء الأبناء على والديهم تتجاوز كونها جريمة جنائية لتتخذ أبعادا إنسانية واجتماعية وأخلاقية قد تهز كيان الأسرة وتلقي بظلالها على مجتمع شرقي يوقر كبار السن ويرحم صغارهم ويعطف على ضعيفهم.