يُجسد الشاب السوداني عزالدين محمد، اللاجئ في مدينة الكفرة الليبية، واحدة من أقسى حكايات الحرب واللجوء، بعدما فقد والده وساقه في أحداث دامية شهدتها العاصمة السودانية الخرطوم، ليجد اليوم بصيص أمل في استعادة بعض من حياته عبر وعد بتركيب طرف صناعي في مدينة بنغازي.
يروي عزالدين، الطالب السابق في المرحلة الإعدادية، كيف اقتحم مسلحون منزلهم في الخرطوم، وأطلقوا النار على والده الذي توفي لاحقاً في المستشفى، فيما أصيب هو بطلق ناري في رجله اليسرى أدى إلى بترها بالكامل.
وبعد سلسلة من الحوادث والمخاطر اليومية، نصحته والدته باللجوء إلى ليبيا برفقة شقيقه الأصغر بحثاً عن الأمان وأملٍ في العلاج.
رحلة الهروب لم تكن سهلة، إذ واجه الشقيقان مشاق السفر، والجوع، والحرمان في طريقهما إلى الكفرة، حيث استقرّا وسط مجتمع لاجئين يتقاسمون المعاناة والذكريات المؤلمة لما خلفته الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من عامين في السودان، من قتل ونهب واغتصاب وتشريد.
ورغم الظروف الصعبة، يعيش عزالدين اليوم حالة من الفرح والتفاؤل، بعدما تواصلت معه منظمة إنسانية ووعدته بتنسيق إجراءات نقله إلى بنغازي، لتركيب طرف صناعي يعيده إلى شيء من حياته الطبيعية ويمنحه فرصة لمستقبل مختلف.
قصة عزالدين ليست استثناءً، بل واحدة من مئات القصص المؤلمة التي يرويها اللاجئون السودانيون في ليبيا، الذين فرّوا من أتون الحرب بحثاً عن الأمان والكرامة في أرض اللجوء.