تشهد مدينة الأصابعة تصاعدا مقلقا في ظاهرة الحرائق الغامضة، وسط حالة من الهلع والغموض تسيطر على السكان، مع تكرار اندلاع النيران في منازل وشاحنات دون معرفة الأسباب الحقيقية حتى الآن.
بحسب سجلات غرفة البلاغات التابعة لقسم السلامة الوطنية، تم تسجيل حادثي حريق خلال مساء أمس فقط.
الأول اندلع في منزل سبق وأن تكررت فيه حوادث الحريق أكثر من مرة، بينما الحريق الثاني طال شاحنة مملوكة لأحد المواطنين.
كما أفادت الجهات المعنية برصد حرائق بسيطة أخرى في عدد من المنازل تمكن السكان من إخمادها بأنفسهم دون تدخل فرق الإطفاء.
ارتفعت حصيلة المنازل المتضررة من هذه الحرائق إلى أكثر من 280 منزلا، ما يشير إلى تصاعد خطير في حجم الكارثة.
وعلى الرغم من ذلك، لا تزال الأسباب مجهولة، ما يزيد من قلق السكان، في ظل غياب أي تفسيرات علمية أو فنية حاسمة من الجهات المختصة.
أكدت إدارة السلامة الوطنية تمركز فرقها في المناطق المتضررة، وتشمل: الأصابعة، مطار الزنتان، ككلة، والشقيقة، لمتابعة الوضع الميداني والتدخل السريع في حال حدوث أي طارئ.
كما تم التذكير بضرورة الامتناع التام عن إشعال النيران في القمامة أو المخلفات إلا في الأماكن المخصصة والمعتمدة لذلك.
وأكد عميد بلدية الأصابعة عماد المقطوف أن البلدية لم تتسلم أي تقرير رسمي من الفريق الأوروبي حتى الآن، مشيرا إلى أن التقرير المبدئي أكد عدم وجود مؤشرات على تلوث كيميائي أو غازي.
كما أعلنت البلدية وصول فريق من أربعة خبراء من مالطا ضمن جهود الكشف عن الأسباب، لكن النتائج لا تزال أولية ولم تكشف عن السبب الرئيسي للحرائق.
رغم إعلان حكومة الوحدة الوطنية عن تخصيص 70 مليون دينار ليبي كتعويضات للمتضررين من الحرائق، وصرف بدل إيجار لأكثر من 160 أسرة، إلا أن المواطنين والمسؤولين المحليين عبروا عن استياء واسع من تقاعس الحكومة في التعامل الجدي مع الأزمة.
واتهمت أطراف محلية السلطات بعدم الجدية في الكشف عن الأسباب الحقيقية، وغياب خطة واضحة لوقف استمرار هذه الحوادث التي تتفاقم يومًا بعد يوم.
تبقى مدينة الأصابعة في حالة ترقب وقلق، مع استمرار اندلاع الحرائق وعدم صدور أي نتائج حاسمة حول مسبباتها، ما يزيد من حيرة السكان ويثير تساؤلات حول غياب الشفافية والبطء في الاستجابة الرسمية للأزمة المتصاعدة.