خالد محمود
أطلق أسم شهبندر قديما على رئيس التجار او شيخ التجار كما شاع في عهد الدولة العثمانية والأسطورة تقول ان الشهبندر بحث ذات يوم عن صديق مثالي يتخذ منه خلا مقربا وعرض جائزة مالية لمن يقع عليه الاختيار ويوافق اشتراطاته للصداقة المثالية، اما من يتقدم لصداقة الشهبندر ويرسب في الاختبار فسوف ينال عقاب شديدا ، ومرت الشهور ولم يتقدم احد، فاندهش الشهبندر وذهب إلى حكيم في المدينة يسأله عن السبب فأجابه ان طريقتك في اختيار الأصدقاء كانت خاطئة.
لأن الناس خافوا من العقاب لذلك لم يبادروا إلى التقرب منك وانهى الحكيم موعظته ان البحث عن الصديق المثالي يبدأ من داخل نفسك موجها الكلام إلى الشهبندر لأن الصداقة لا تباع ولا تشترى بالمال.
في هذا الزمان خرجت علينا ثلة، لا هم لهم إلا جمع المال وبأية طريقة او وسيلة ممكنة او غير ممكنة، ولأن الشهبندر في هذا العصر اصبح تاجرا وسياسيا في بعض الأحيان يبيعنا منتجاته الغذائية المنعشة والمرطبة و من جهةٍ أخرى يعايرنا بأننا اتكاليين ولسنا حذاق مثله.
فنحن من وجهة نظره نتكل على الدولة في الحصول على قوت يومنا ولا نعمل عقولنا بالبحث عن فرص عمل لدى هذا الشهبندر المحتكر لأدوات التصنيع والمحتكر أيضا للاعتمادات المستندية والتي يعرفها عامة الناس “الدولار بالسعر الرسمي في المصرف المركزي “.
شهبندر اليوم لم يعد شهبندر الأمس فالفوارق كبيرة ، شهبندر الأمس كان مصدر ثقة لدى التجار وضامن لهم ومعينا لهم في الأزمات ، وهو أيضا مساندا للدولة يجود بممتلكاته وأمواله في السلم والحرب في الرخاء او الكرب
اما شهبندر اليوم فهو عبارة عن متكسب بلا حدود ، نهم ، وجشع ، إلا من رحم ربي ، وهذا طبعا لا يلغي وجود تجار أموالهم نظيفة اكتسبوها بالكد والجهد والتعب وهم قلة ،
شهبندر ما يزال يبحث عن الصديق المثالي بالطريقة الخاطئة ويعرض الأموال هنا وهناك ليرضي ذاك وذاك ونسي نصيحة الحكيم له بأن يبحث داخل نفسه عن الصديق المثالي وعن الكنز الذي لا يفنى وهي القناعة.
الشهبندر عندما يتقلد منصبا سياسيا او يكون ممثلا عن الشعب تتضاعف مسؤوليته وتصعب مهمته، فكيف يمكن له ان يوازن بين حق الشعب وحق نفسه وتجارته وتطلعاته او توسيع نشاطه ونفوذه على حساب برنامجه الانتخابي الذي تعهد فيه بمنع احتكار السلع ومحاربة الفساد وحماية المستهلك.