اتهم عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، طارق الجروشي، رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة بالتحول إلى “أداة مؤقتة” ضمن مخطط مخابراتي دولي معقد يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في العاصمة طرابلس والغرب الليبي عموماً.
وقال الجروشي إن ما يجري حالياً في طرابلس لا يُقرأ كصراع داخلي بحت، بل كمشهد سياسي تقوده أجهزة استخباراتية دولية تتقاطع فيه ملفات الطاقة والهجرة والنفوذ العسكري، مشيراً إلى أن الدبيبة أصبح مجرد واجهة تستخدمها شبكات مصالح داخلية وخارجية لتحقيق توازن مرحلي هش يخدم أطرافاً دولية أكثر مما يخدم الليبيين.
وأضاف أن لجنة الدفاع والأمن القومي تتوقع استمرار ما وصفه بـ”التصفيات السياسية والأمنية”، إلى حين استكمال التفاهمات الدولية حول المشهد الليبي، مشيراً إلى أن قبول الدبيبة بهذا الدور مقابل ضمانات محدودة للبقاء في الحكم يضعه في موقع قابل للابتزاز المستمر داخلياً وخارجياً.
وأكد الجروشي أن استمرار حكومة تفتقر إلى الشرعية الانتخابية والسياسية يمثل عبئاً أمنياً بالغ الخطورة، موضحاً أن السيطرة الفعلية على وزارة الداخلية والدفاع باتت في أيدي المجموعات المسلحة، وأن قرارات السيادة لم تعد بيد مؤسسات الدولة، بل بأطراف غير رسمية مدعومة من أجهزة استخبارات أجنبية.
وشدد على أن ما يحدث الآن يعمّق الانقسام ويفكك مفهوم الدولة المركزية، ويؤدي إلى مزيد من التدهور في المال العام، ويكرّس واقع الانفصال الناعم، مما يهدد وحدة ليبيا وأمنها القومي على المدى القريب.
واختتم الجروشي بتأكيد أن لجنة الدفاع والأمن القومي تحمّل عبد الحميد الدبيبة المسؤولية الكاملة عن سلامة الأرواح والممتلكات، محذراً من أن رفضه الانخراط في مسار توحيد الحكومة والجيش سيبقي ليبيا رهينة للتدخلات الخارجية ويطيل أمد الفوضى والانقسام.