قامت سفينة “Nadir“ المدنية، التابعة لمنظم RESQSHIP” “الألمانية، يوم السبت بإجلاء 62 شخصا من قارب مطاطي جنوب لامبيدوزا إلا أنه تم العثور على طفلين فاقدين للحياة. وقد توفي شخص ثالث رغم محاولات الإنعاش، بحسب ما أوضحته المنظمة في بيان لها.
وأضافت أنه تم لاحقا إجلاء طفلين واثنين من البالغين عبر خفر السواحل الإيطالي لتلقي العلاج الطبي، مشيرة إلى أن سفينة الإنقاذ نقلت الناجين إلى لامبيدوزا بعد أن قدمت لهم الرعاية لعدة ساعات، إذ كانوا يعانون من حروق كيميائية خطيرة.
وحوالي الساعة الواحدة ظهرا يوم 10 مايو، تلقى طاقم السفينة نادير نداء عبر الراديو من طائرة تتبع لوكالة حرس الحدود الأوروبية “Frontex” حول وجود قارب في حالة خطر داخل منطقة البحث والإنقاذ التابعة لمالطا.
وكان على متن القارب 62 شخصا، من بينهم 17 امرأة ورضيعان وأربعة أطفال صغار. وقد أبحر القارب من مدينة الزاوية في ليبيا قبل ثلاثة أيام، وتوقف محركه قبل يومين، مما عرّض الركّاب للرياح والطقس القاسي. وعندما وصلت السفينة إلى القارب المطاطي حوالي الساعة 4:30 مساء، كان الأوان قد فات لإنقاذ بعض الركّاب.
وقد وصل خفر السواحل الإيطالي بعد طلب المساعدة حوالي الساعة 8:45 مساء على متن قارب كان مكتظا بالناجين من عمليات هجرة غير نظامية سابقة. وتمكنوا فقط من نقل الطفلين مع والدتيهما وشخصين آخرين مصابين بجروح خطيرة إلى لامبيدوزا. وكانت حالتهم حرجة.
وقد تعرّض العديد من الناجين لحروق كيميائية شديدة ”بسبب المزيج السام من مياه البحر والوقود، وكانت النساء الأكثر تضررا لأنهن كنّ جالسات داخل الزورق حيث تتجمع السوائل”.
ويذكر أن منظمة “RESQSHIP” هي جمعية خيرية ألمانية تأسست في يونيو 2017، وتتمركز في هامبورغ ولها فروع في فرايبورغ وماينز وأوغسبورغ. وتسعى المنظمة إلى منع الوفيات في البحر الأبيض المتوسط من خلال تنفيذ مهام توعية وإنقاذ إنساني. وبدأت عملياتها في عام 2019 حيث قامت بمراقبة الوضع قبالة السواحل الليبية. وفي أيار 2021، بدأت المنظمة باستخدام سفينة أكبر تُدعى “Nadir”، وهي مركب شراعي بطول 18 مترا، مما مكنها من تنفيذ عمليات إنقاذ أكثر فعالية.
وتتواصل جهود المنظمات للقيام بعمليات إنقاذ الأرواح في البحر الأبيض المتوسط. فقبل يومين فقط من هذه العملية، أنقذت منظمة “سي ووتش” 190 مهاجرا كانوا على متن زورقين لمهاجرين غير نظاميين في حالة خطر وتوجهوا إلى على متن سفينة “Sea-Watch 5” إلى ميناء مارينا دي كارارا الذي خصصته لهم السلطات الإيطالية. وقد أنقذت المنظمة خلال عشرة أيام في نفس الشهرما لا يقل عن 370 شخصا في وسط البحر المتوسط.