شهدت العاصمة طرابلس، اليوم الأربعاء، تظاهرة حاشدة في منطقة الجزائر، نظمها المئات من أهالي المدينة مطالبين بوقف الحرب المستمرة في العاصمة ورحيل حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة.
ورفع المتظاهرون العديد من الشعارات، منها “لا للحروب المجانية”، “نريد بناء الدولة الحديثة”، و”طرابلس خط أحمر”. كما نددوا بحكومة الدبيبة، مؤكدين أنها ليست حكومة وحدة وطنية بل حكومة فتنة وانقسامات، في ظل الأوضاع المأساوية التي يعيشها المدنيون.
اشتباكات عنيفة
جاءت هذه التظاهرة على خلفية الاشتباكات العنيفة التي شهدتها طرابلس مؤخرًا، والتي أسفرت عن سقوط قتلى وإصابات، لم يحدد عددهم إلى الآن من قبل جهات رسمية، بالإضافة إلى خسائر مادية كبيرة في صفوف المدنيين.
هذه الاشتباكات كانت نتيجة لتصفية حسابات بين المجموعات المسلحة، بعد مقتل آمر جهاز الدعم والاستقرار عبد الغني الككلي. كما تداخلت في المعركة جماعات مسلحة من مصراتة، وهو ما أدى إلى تصعيد الوضع الأمني في المدينة.
الحرب العبثية
وفي هذا السياق، أصدر مجلس حكماء وأعيان طرابلس المركز بيانًا يدين فيه “الحرب العبثية” في شوارع العاصمة، حيث حمل المجلس الرئاسي وحكومة الدبيبة ورئاسة الأركان مسؤولية حماية المدنيين، مطالبًا بسحب جميع التشكيلات المسلحة من داخل طرابلس. كما دعا عميد بلدية طرابلس والمجلس البلدي لاتخاذ موقف حازم في مواجهة هذه الأوضاع.
من جهة أخرى، أصدرت مدينة الزاوية بيانًا اعتبرت فيه حكومة الدبيبة فاقدة للشرعية، وحملت مسؤولية الحرب في طرابلس.
وطالب شباب تاجوراء في تصريحاتهم بإسقاط حكومة الدبيبة والانضمام للانتفاضة الشعبية، معلنين توجههم إلى ميدان الشهداء في طرابلس.
ردود الفعل الدولية
وفي ردود الفعل الدولية، أعربت سفارات الدول الخمس الكبرى (فرنسا، بريطانيا، الولايات المتحدة، إيطاليا وألمانيا) عن قلقها البالغ بشأن العنف في طرابلس. ودعت إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية المدنيين، وشددت على أهمية استعادة الهدوء في المدينة والتزام الأطراف المتصارعة باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه.
وفي وقت لاحق، دعت وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية المواطنين في طرابلس إلى البقاء في منازلهم لتفادي المخاطر الناتجة عن الاشتباكات، في حين طالبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بوقف فوري للاقتتال واستعادة الهدوء.