عبر عدد من أعضاء مجلسي النواب والدولة عن قلقهم العميق إزاء الاشتباكات الدائرة في العاصمة طرابلس، مؤكدين أن استمرار التصعيد يهدد الاستقرار ويقوض المسار السياسي والدستوري في البلاد.
واعتبر عضو مجلس النواب صالح افحيمة، أن ما يحدث في طرابلس مؤسف ومقلق ويعيد إلى الواجهة هشاشة الوضع الأمني مشددا على ضرورة توحيد المؤسسات الأمنية تحت سلطة مدنية منتخبة.
وقال سواء كانت هذه الاشتباكات بدوافع فرض النظام أو نتيجة لصراع نفوذ فإن نتيجتها واحدة وهي تعميق الانقسام وتعطيل المسار السياسي والدستوري الذي يجمع الليبيون على ضرورته.
وأضاف افحيمة أن ما نحتاجه اليوم ليس مزيدا من التصعيد بل إعادة ترتيب الأولويات بما يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار ويؤسس لمسار انتخابي توافقي وشامل يفتح الباب أمام دولة مستقرة تحترم فيها القوانين لا السلاح.
ودعا جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتغليب لغة الحوار مؤكدا ضرورة اضطلاع المؤسسات الوطنية بدورها في تهيئة المناخ للانتخابات وإنهاء كل مظاهر التوتر المسلح في العاصمة وبقية المدن.
من جانبه دعا عضو المجلس الأعلى للدولة سعد بن شرادة إلى الوقف الفوري لإطلاق النار محذرا من أن ما يجري يمثل منعطفا خطيرا يهدد حياة أكثر من 3 ملايين إنسان ومستقبل البلاد بأكملها.
وأضاف ما نشاهده اليوم من سيل دماء أبنائنا هو حرب الرابح فيها خاسر داعيا كل الأطراف إلى الجلوس على طاولة حوار دون شروط مسبقة.
وناشد بن شرادة حاملي السلاح قائلا تذكروا أن من تقاتلونهم هم إخوتكم وجيرانكم وأبناء وطنكم ولا تسمحوا للدم أن يكون ميراث الأجيال القادمة مشيرا إلى معاناة المدنيين من كبار السن والمرضى والأطفال والنساء نتيجة أصوات المدافع والاشتباكات العنيفة.
بدورها شددت عضو مجلس النواب ربيعة بوراص على ضرورة وقف القتال فورا وقالت إن طرابلس ليست ساحة معركة بل عاصمة كل الليبيين ويجب أن تبقى آمنة لكل سكانها وزوارها.
وأضافت أنه لا يوجد منتصر عندما تكون الجثث على الأرض والبيوت مهدمة والقلوب محطمة فليصمت السلاح ولتتكلم الضمائر فالحوار هو السبيل الوحيد للحل.
وتأتي هذه التصريحات في ظل توتر أمني متصاعد في العاصمة طرابلس، وسط مخاوف من اتساع رقعة الاشتباكات وتأثيرها المباشر على المسار السياسي وسبل تنظيم الانتخابات المرتقبة.