شهدت مخازن مراقبة الآثار في مدينة شحات زيارة ميدانية اطلع خلالها عدد من المختصين والمهتمين بالشأن الثقافي على مجموعة من المقتنيات الأثرية الليبية النادرة التي توثق محطات بارزة من تاريخ البلاد، وتضم المخازن تماثيل وتحف وأدوات استخدمها الإنسان الليبي القديم، منها أدوات الطهي والحرث والكتابة، إضافة إلى أدوات تقليدية لتربية النحل، وكلها تعكس طبيعة الحياة اليومية في الحقب الماضية.
وأكد جمعة بوالدردية، المسؤول بمراقبة آثار شحات، أن ليبيا تُعد شاهد حي على حضارات عريقة سكنت الساحل الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط، مشيراً إلى أن البلاد تمثل متحف مفتوح يضم كنوز أثرية متنوعة ولوحة فسيفسائية واسعة تحكي عن ثقافات متعددة تعاقبت على أرضها عبر مختلف العصور.
وأضاف بوالدردية أن هذا الموروث الإنساني الغني يمكن أن يشكّل ركيزة اقتصادية قوية، تفتح آفاقاً واعدة أمام الاستثمار في القطاع الثقافي والسياحي، وتوفّر بديل موثوق للتنويع الاقتصادي بعيداً عن الاعتماد الكلي على النفط والغاز.
وتُعد مدينة شحات من أبرز المدن الأثرية الواقعة في منطقة الجبل الأخضر، إذ تحتوي على آثار تعود لعصور مختلفة، مما يجعلها من بين أهم المعالم التي تجسد روعة الفن الإنساني القديم وتُبرز تميز الحضارات التي مرت بالمنطقة.