الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-07-01

6:26 صباحًا

أهم اللأخبار

2025-07-01 6:26 صباحًا

طرابلس على صفيح ساخن: من التحشيدات إلى الاغتيال والاقتتال… أين تتجه العاصمة؟

طرابلس على صفيح ساخن: من التحشيدات إلى الاغتيال والاقتتال... أين تتجه العاصمة؟

تعيش العاصمة طرابلس منذ أيام على وقع تطورات أمنية متسارعة، بدأت بتحركات وتحشيدات عسكرية غير مفهومة، وسط صمت رسمي تام من حكومة الوحدة الوطنية ووزارة الدفاع ورئاسة الأركان.

فمنذ ما يقارب الأسبوع، رصدت تحركات ميدانية كبيرة لوحدات مسلحة، ترافقت مع وصول آليات عسكرية ثقيلة من مدينة مصراتة إلى طرابلس، في مشهد أثار قلق السكان وأسئلة حول أسباب هذه التعبئة المفاجئة.

اغتيال غنيوة .. نقطة الانفجار

في مساء الاثنين، وقعت المفاجأة التي كانت بمثابة شرارة الانفجار، حيث قُتل عبد الغني الككلي، المعروف بـ”غنيوة”، رئيس جهاز دعم الاستقرار، في ظروف غامضة داخل معسكر التكبالي جنوب طرابلس.

مصادر متعددة أشارت إلى أن العملية كانت أشبه بكمين مسلح، نفذته عناصر تابعة للواء 444 قتال، وأسفر عن مقتل غنيوة وعدد من عناصر حراسته الشخصية.

ما زاد من حالة الغموض والاحتقان، هو غياب أي بيان رسمي من حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، أو من وزارة الدفاع ورئاسة الأركان، لتوضيح ما حدث أو تقديم رواية رسمية حول اغتيال شخصية أمنية تتبع المجلس الرئاسي وتتمتع بشرعية قانونية.

انفجار الوضع ميدانيا

تخوف من استهداف “كارة”… وتوسع رقعة القتال

ما إن انتشر خبر اغتيال غنيوة، حتى اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة بين قوات جهاز دعم الاستقرار واللواء 444، وسرعان ما انضمت إليها تشكيلات مسلحة أخرى، أبرزها اللواء 111 من مصراتة، وقوة المشتركة مصراتة، حيث تمركزت الاشتباكات بشكل خاص في منطقة أبو سليم، المعقل السابق لغنيوة.

تحولت المنطقة إلى ساحة حرب، حيث تعرضت مقرات رسمية ومراكز أمنية للحرق والنهب، كما لم تسلم منازل المواطنين من التعدي، إذ سجلت عمليات اقتحام وسرقة واعتداءات، وسط حالة من الرعب سادت أحياء العاصمة، خصوصا في أبو سليم والهضبة.

مع تصاعد وتيرة الاشتباكات، بدأت الأنظار تتجه نحو عبد الرؤوف كارة، آمر جهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، والمتمركز في قاعدة معيتيقة، وسط مخاوف من أن يكون الهدف التالي بعد غنيوة.

تلك المخاوف سرعان ما تحققت جزئيا، حيث اندلعت فجر أمس اشتباكات بين قوات الردع وقوات اللواء 444 بقيادة محمود حمزة، ما وسع دائرة النزاع.

اللافت هذه المرة كان دخول أهالي منطقة سوق الجمعة على خط الأزمة، حيث نظموا احتجاجات واسعة طالبوا فيها بإخراج كافة التشكيلات المسلحة من العاصمة، ووقف الحرب داخل الأحياء السكنية، بعدما سقط العديد من الضحايا المدنيين وتضررت ممتلكاتهم.

خلفيات الصراع: أجندات خارجية أم صراع نفوذ

وسط هذه الفوضى تباينت تفسيرات المراقبين للأحداث

فبينما أشار البعض إلى وجود أياد خارجية خفية تدير هذا التصعيد بهدف تمكين رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة من السيطرة الكاملة على المنطقة الغربية عبر تصفية خصومه، يرى آخرون أن ما يحدث لا يعدو كونه صدامات داخلية بين تشكيلات مسلحة، تغذيها مصالح متضاربة ترتبط بالسلطة والمال.

سقوط ضحايا مدنيين ومخاوف من انزلاق أوسع

مع توسع رقعة المواجهات، أفادت تقارير محلية بسقوط عدد من القتلى والجرحى بين المدنيين، وتدمير واسع للبنية التحتية في مناطق الاشتباك، إلى جانب توقف الخدمات العامة، وإغلاق عدد من الطرق والمدارس والمرافق.

وباتت طرابلس اليوم في حالة ترقب وخوف، وسط غياب أي موقف حاسم من الجهات الرسمية، ما يعكس هشاشة الوضع الأمني والسياسي في البلاد.

إلى أين تتجه العاصمة

في ظل الصمت الرسمي، واتساع رقعة الاشتباكات، وغياب قيادة موحدة للقوات العسكرية، تبدو العاصمة طرابلس مقبلة على مرحلة شديدة الحساسية، قد تعيد البلاد إلى مربع الفوضى، إذا لم يتم احتواء الموقف سريعا.

ومع استمرار تصاعد التوترات، تتعالى دعوات الليبيين في غرب البلاد وشرقها وجنوبها إلى ضرورة تحرك دولي ومحلي عاجل لكبح جماح المواجهات المسلحة، ووضع حد للفوضى التي تعصف بمصير دولة ترهقها سنوات من الحروب والانقسامات.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة