الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-06-30

4:11 مساءً

أهم اللأخبار

2025-06-30 4:11 مساءً

قاص وروائي يبصر الأحلام طافية

01

حسين درمشاكي

ضياع / قصة قصيرة جدا :

شاشة هاتفه المرآة الوحيدة التي تعكس وحدته ، وفي كل إشعار يرتجف أمل خفي، علّه يجد انعكاسًا لروح أخرى ..

صديقنا المختلف حينما تقرأ له تدرك فعلا أنه يتصيد تلك الأحلام الطافية قبل أن تتكاثف حكايا في ذهن نائم أو مستفيق وكأنه بين أحلام النوم واليقظة يصنع فضاء آخر يكتب عبره ما يعن في خاطره من تلك السوابح غير المرئية إلا في تفكيره ثم يبلورها لتصلنا فنجد أنه ما ابتعد عنّا بل اقترب حد تحليل الواقع بشفافية تقول قصصه القصيرة والأخرى القصيرة جدا والقصيرة جدا جدا .. أنا استشف ما وراء يومياتكم وأتمكن من صياغتها فقط اقرأوا ما بين الأحرف قبل ما بين السطور فما مشاعر الإنسانية جمعاء إلا واحدة ” وحيد . كئيب . محب . متحفز . مبدع . متفرد . مريض . متمارض . حاقد . محب . أثير . مؤثر من الإيثار تارة بتسكين الهمزة  ومن التأثير بفتح الهمزة …… ” إنه الأديب الذي خاض مجالات إبداع جمة لم تتداخل قصة وقصة قصيرة جدا وشعرا فخاطرة فشذرة صغيرة ممعنة .. حتى المقال السياسي الساخر كتبه فأتقنه .. حسين أحمد الشريف بن قرين درمشاكي المولود في سرت بتاريخ 17 / مارس / 1971 م .. في الوسط الأدبي الثقافي عرف حسين بن قرين درمشاكي .

في قصة قصيرة له عنونها ( لَحْدُ الحب ) كتبها في جارف الواقعة غرب مدينة سرت  في ليبيا عام 2002 تقول الحكاية الألم :

رأت في منامها حبيبها ، يتهاوى على الأرض ، يصارع الموت ، أنفاسه انقطعت ، روحه سكتت ، أصاله همدت ، الدم في عروقه تجمد ، عميقا شهق ، وبقي فاغرا فاه ، عن الخفقان قلبه توقف ، وفجأة …. تستفيق .. تنعي روحها .. تمضي جيئة وذهابا .. تجوب الفيافي ، الحواري ، المدن ، الأزقة ، حاملة كفنها ، باحثة عن لَحْدٍ يتسع لحبها الكبير .

حسين بن قرين درمشاكي لم يتقوقع داخل حدود مدينته أو بلده ليبيا بل كان رسولا رائعا رائدا في بعض العضويات التي ساهم من خلالها بالتعريف بالأدب الليبي قصصي أو شعري فنال عن جدارة عددا من العضويات العلمية والثقافية والفكرية :

      عضو الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب_

_عضو اتحاد كتاب الإنترنت العرب

عضو اتحاد الكتاب العرب _

_ عضو اتحاد الكتاب العرب على الفيس بوك

ونشرت أغلب كتاباته بعديد الصحف الورقية والإلكترونية ومواقع أدبية معروفة على شبكة الإنترنيت فانتشرت أعماله القصصية والمقالية والشعرية عبر :

_ صحف ليبية ( الجماهيرية . الشمس . الزحف الأخضر . الفاتح . قورينا .

_ صحيفة العرب اللندنية .

_ مجلات ( الكفاح العربي . لا . الموقف العربي )

_ موقع بلد الطيوب الأدبي للأديب رامز النويصري .. وفيها عديد

    النتاج الأدبي للكاتب وأخبار منشوراته أولا بأول . 

_ أصداء الفكر . منصة فكرية ثقافية شاملة .

_ صفحة أرفلون . عن دار طباعة ونشر تعنى بنشر أعمال الكتاب

   العرب .

_ صحيفة المنبر الإلكترونية هي منبر للأدب الليبي والعربي والعالمي .. استقيت عنها قصة واقعية تبدو كذلك نشرت له في العام 2021 عنوانها ( غث الذاكرة ) .. مذيلا ختامها بهامش صغير معرفا معنى أويا للقارئ العربي والأجنبي (( أويا – الاسم الفينيقي لطرابلس الغرب ))  ويقول ساردا :

أذكر أنني ودعت (أويا) في صبيحة ذلك اليوم من شتاء عام 2006 بعد أن أفرغت فنجان قهوتي بجوفي تاركاً ورائي صديقتي التي كانت جهزت سلة صغيرة مكتظة بثمار البرتقال وركنتها بيدين مرتعشتين إلى قعر صندوق السيارة، وبعينين مغرورقتين يفيض منهما شوق نقي أسكنني الهناءة رغم الحزن الذي غلف مقلتيها وكأنها تعلم أننا ربما لن نلتقي ثانية، وبنبرة مبحوحة نطقت

أتعدني؟

قلت: بم؟

أن تأكل البرتقال

قلت : أعدك بإذنه تعالى أن أفعل وأن أحتفظ بقشوره في حقيبة ملابسي كي تتطيب برائحته الزكية .

اليوم وبينما كنت أنقب عن بقايا ذلك الحلم بين طيات الذاكرة انقبضت عضلة قلبي، سقطت أنفاسي، قذفت بتنهيدة هائلة إلى حفرة حسراتي إذ صحوت على ركام مدينة حولتها أشباح الموت إلى أطلال موحشة، لوث البارود سماءها، جرفت آلة الدمار أبنيتها أحرقت نار الحرب اللعينة أشجار الزيتون والبرتقال ولونت ثمارها بدماء أناس لا ذنب لهم سوى أنهم امتهنوا الحب في زمن يبدو ان كل شيء فيه مباح إلا الحياة .

صدر لدرمشاكي عديد الكتب لم أجد فيها كتابا مقاليا للاستفادة من قلمه السياسي الساخر فمنذ رحيل الكاتب الكبير الراقي سعد نافو الكاتب الساخر وأظنه الليبي الوحيد الذي انتهج هذا المسار في الكتابة المقالية وأثر تأثيرا كبيرا منذ رحيله لم أقرأ هذا اللون من المقالات اللاذعة المعالجة خفيفة الظل في آن وكأن القارئ يشاهد مسرحية في الكوميديا السوداء .. فكتبه جلها وحتى الآن ربما فكر لاحقا أن يجمع تلك المقالات بين طيات كتاب مقالي .. هي مجموعاته القصصية القصيرة ورواية واحدة وظل الديوان الشعري تحت الطبع حتى تجميعي سيرته العطرة الأدبية ربما سيرى النور قريبا .. كما أجابني الأستاذ علي بن جابر صاحب دار الجابر للطباعة والنشر والتوزيع أن كتابا للأديب حسين درمشاكي سيصدر بإذن الله شهر يونيو من العام الحالي 2025 م ليعرض في أول معرض للكتاب تدعى له الدور الليبية الناشرة وهو المجموعة القصصية القصيرة والقصيرة جدا المعنونة ( خطيئة ) وصدر للكاتب :

– أنا وأبي _ مجموعة قصصية في طبعة أولى وثانية عن دار فنون للطباعة والنشر والتوزيع بالقاهرة عام 2019 م  

– المرأة التي تزوجت الجني _ مجموعة قصصية أيضا في طبعة أولى وثانية عن دار فنون للطباعة والنشر والتوزيع بالقاهرة ذات العام 2019 .

– غصة وجع _ رواية قصيرة _ عن دار الثقافية بالمنستير بتونس عام  2021م

يحكى أن عقرباً قصد ذات يوم سلحفاة، وطلب إليها مساعدته في عبور النهر، كي لا يغرق بما أنه لا يجيد السباحة. في تردد وافقت السلحفاة، إذ كانت تعي أنه مخادع ماكر، لا يؤتمن شره، وأن غدره موغل في عباب الزمن السحيق. بتهكم، سألها العقرب: ما بك!؟

أجابت: بصراحة أخشى غدرك بي.

قال بنبرة خجولة، وتأتأة كشفت دفين نواياه: أنا لا أجيد السباحة. وإن غدرت بك ولدغتك، فستموتين بالسم وينتهي بي الحال إلى قاع النهر لتبتلعني المياه!

صدقته السلحفاة. تسلق العقرب واعتدل على ظهرها. أبحرت به. في عمق النهر أخل بوعده، لدغها. توقفت. بغضب سألته: لما خنتني؟

رد: لست أنا من خانك، بل لؤم طبعي. يؤسفني عدم إيفائي بوعدي لك.

قالت: إذن لا تلمني، وتحسر على طبعك الذي خانك، ولدغك لظهري لن يؤثر في، فهذا البيت (الصدفية)، وهبني إياه ربي ليحميني. ثم غطست في المياه الدافئة، الهاجعة على كتف السكون، تاركة العقرب يلفظ أنفاسه غرقاً..

يشعر المثقف الأديب أنه أنصف حينما يشار إليه بالبنان وأثرت كتاباته حد أن أيادي أخرى وعيون أخرى وعقول أخرى رأت وأمسكت واستوعبت ما كتب بل وأحبوا ذلك حد أنها ترجمت للغة أو أكثر غير لغته الأم التي كتب بها مجموعاته المختلفة دواوين . قصص . روايات . أو مقالات .. وأديبنا درمشاكي حظى بهذا الاهتمام …. فترجمت بالفعل مجموعته القصصية (انا وابي) إلى اللغة الفرنسية ، في طبعة أولىعن الدار الثقافية بالمنستير _ بتونس 2020 … كما ترجمت له قصائد قصيرة جدا إلى اللغتين الانجليزية والهنغارية ضمن كتاب  ” بوسع قلبي ” الذي أعده الكاتب الفلسطيني : منير مزيد .. المقيم بالمجر منذ زمن وصدر الكتاب في العام 2007 م .  

أختم بينكم ومعكم ما استقيته عن سيرة رفيعة المستوى للكاتب الأديب شاعرا وقاصا وروائيا منتقية من مجموعاته القصصية القصيرة جدا هذه المجموعة من القصص التي وإن جاءت في سطر أو أكثر إلا أن الرائي بمخيلته كل حرف فيها وكلمة اصطفت بجوار أخرى تدعم معناها المراد من قبل القاص لأدرك أن التفاصيل تكمن في الاختزال  

احتفاء

بكَتِ المدينةُ بحرقة؛ ابتهجتْ القريةُ بقدومهِ.

تذكر

نسيَ العالمُ الأسماء؛ تذكرَ الحجرُ كلَّ شيء.

انعكاس

ضحكَت المرآةُ بسخرية؛ بكى الوجهُ المُطلُّ حزنًا.

صمت

تحدثَ التمثالُ فجأة؛ أصغى إليهِ المارةُ بذعر.

وثوب

قفزَ الغزال؛ أفلتَ من الخطر.

سراب

هدموا بيوتهم؛ بنوا وهمًا.

عبث

لوثوا النبع؛ سقوا سرابًا.

هلاك

سرقوا الاحلام؛ زرعوا الكوابيس

* له تحتَ الطبع :

★ أثر/مجموعة قصص قصيرة جدا

★ فاكهة الأنوثة / ديوان شعري

 *    تُرجمتْ له قصائدٌ قصيرةٌ جدا إلى اللغتين الإنجليزية والهنغارية ضمن كتاب ( بوسع قلبي ) تأليف الشاعر الفلسطيني: منير مزيد/ المقيم بالمجر.

*   نُشر له حوارا مع الروائي و القاص والشاعر والمترجم الأديب العراقي أ. زيد الشهيد نشره بكتابه (من ذات المبدع إلى الذات المبدعة – زيد الشهيد في حواراته) دمشق 2016م.

*   تم تضمين مجموعته القصصية (أنا و أبي) لكتاب: أسئلة السرد _(أسئلة القصة القصيرة جدا)_ من تأليف الأديب  والروائي والناقد العراقي الكبير الاستاذ داوود سلمان الشويلي .

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة