احتضنت مدينة تمبكتو التاريخية في مالي فعاليات المؤتمر العلمي الدولي “من غدامس إلى تمبكتو: حوار حضارات الصحراء”، الذي نُظِّم يومي 29 و30 أبريل 2025، بمشاركة 33 باحثاً وعالماً من 8 دول، وذلك تحت إشراف **مركز غدامس للأبحاث والدراسات وتوثيق التراث** (ليبيا) بالشراكة مع **معهد أحمد بابا للدراسات العليا والبحوث الإسلامية** (مالي).
شارك في المؤتمر باحثون من ليبيا ومالي والجزائر والمغرب وتشاد ونيجيريا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، حيث قدموا أوراقاً علمية حول التراث المشترك بين مدينتي غدامس الليبية وتمبكتو المالية، اللتين تشكلان جسراً لحوار الحضارات عبر الصحراء الكبرى.
وأكد المشاركون على أهمية التوثيق والحفاظ على المخطوطات التاريخية التي تزخر بها المنطقة، حيث تمت زيارة مكتبات تمبكتو وبامكو التي تضم أكثر من 70 ألف مخطوط نادر في مجالات العلوم الإسلامية، التاريخ، الفلك، والآداب، والتي تُعد إرثاً إنسانياً عالمياً.
على هامش المؤتمر، جرى توقيع اتفاقيات تعاون بين المركز الليبي وعدد من المراكز البحثية والتاريخية في مالي، من المتوقع أن تُعلن تفاصيلها قريباً، بهدف تعزيز الدراسات المشتركة، وتبادل الخبرات، وحفظ التراث المكتوب للمنطقة.
وصرح مدير مركز غدامس للدراسات مختار حودة للمنصة هذا المؤتمر يمثل خطوة عملية لتسليط الضوء على الدور الحضاري لمدن الصحراء، ودعا إلى مزيد من التعاون الدولي لحماية تراثها المهدد بالتغيرات المناخية والنزاعات.
يذكر أن تمبكتو، المدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، كانت مركزاً علمياً وإشعاعاً ثقافياً إفريقياً منذ القرن الـ15، فيما تُعد غدامس (أيضاً موقع تراث عالمي) إحدى أقدم المدن التاريخية في ليبيا ونموذجاً للعمارة الصحراوية الفريدة.