الأحداث في طرابلس عبرت الحدود لتكون محل اهتمام دولي واسع، وتوحدت الدعوات لإعلاء مصالح الشعب الليبي والحفاظ على مقدراته وممتلكاته.
دول الجوار والجامعة العربية لم تلتزم الصمت بل أكدت متابعتها بقلق واهتمام الأوضاع الأمنية في العاصمة طرابلس
مصر ..يجب إعلاء مصلحة الشعب الليبي
قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته خلال القمة العربية الرابعة والثلاثين المنعقدة في العراق، إن أمن ليبيا لا ينفصل عن الأمن القومي المصري والعربي، محذراً من تداعيات استمرار الفوضى على دول الجوار، وتحديداً من ناحية انتشار السلاح والإرهاب والتهريب. وقال إن مصر ستواصل دعمها الكامل للمساعي الإقليمية والدولية التي تهدف إلى استعادة الدولة الليبية ومؤسساتها، في إطار يحفظ استقلال القرار الليبي ويمنع التدخلات الأجنبية.
من جانبها أكدت وزارة الخارجية المصرية متابعة مصر التطورات الجارية في ليبيا داعية جميع الأطراف الى التزام أقصى درجات ضبط النفس وإعلاء مصلحة الشعب الليبي والحفاظ على مقدراته وممتلكاته.
كما جددت مصر التأكيد على أهمية قيام المواطنين المصريين المتواجدين في ليبيا بتوخي أقصى درجات الحذر والتزام منازلهم لحين استجلاء الأوضاع، واستمرار التواصل مع السفارة المصرية في طرابلس وغرفة العمليات التي شكلتها وزارة الخارجية لتلقي أي إي استفسارات او طلبات.
تونس.. أرضية لاستقبال حوار ليبي-ليبي
بدورها أعربت تونس عن انشغالها العميق إزاء التطورات الأمنية الخطيرة في العاصمة طرابلس، وما تمثله من تداعيات جسيمة على أمن وسلامة الليبيين والمقيمين بليبيا.
وحيال ما تحمله هذه التطورات من مخاطر على مستقبل ليبيا وشعبها، جددت تونس دعوتها إلى الوقف الفوري للتصعيد في كافة مناطق ليبيا، مُهيبة بضرورة نبذ العنف والكف عن استعمال السلاح وتحكيم لغة الحوار كسبيل أو حد لحل الخلافات بين الإخوة الليبيين.
كما أكّدت تونس في بيان لوزارة خارجيتها على أهميّة إعلاء صوت الحكمة وإيلاء مصلحة الوطن الأولوية المُطلقة وذلك في كنف التوافق بين كافة الأطراف الليبية، بما يكفل الانخراط في مسار شامل تحت مظلة الأمم المتحدة، ويفضي إلى إنهاء العنف والتقدّم بالعملية السياسية في ليبيا نحو تنظيم انتخابات وإرساء مؤسسات موحدة ودائمة للدولة، تراعي مصالح كافة المواطنين الليبيين بدون استثناء او إقصاء وتضمن وحدة الدولة وسيادتها واستقرارها.
وأضاف البيان:” انطلاقا ممّا يجمع تونس وليبيا من مصير مشترك وحرصا منها على مواصلة دعم الأشقاء الليبيين حتى يتوصلوا إلى حل سياسي سلمي نابع من إرادتهم ودون أي تدخل خارجي، أعربت تونس عن استعدادها لتكون أرض التلاقي بين الأشقاء الليبيين من أجل حوار ليبي – ليبي برعاية بعثة الأمم المتحدة بليبيا، لبلوغ الحل السياسي المنشود، بما يحفظ وحدة ليبيا ويستجيب لتطلعات الشعب الليبي في الأمن والاستقرار.”
جهود تونسية-جزائرية لوقف أعمال العنف في ليبيا
وعلى إثر الاحداث في العاصمة طرابلس بحث وزير الخارجية التونسي “محمد علي النفطي” مع نظيره الجزائري “أحمد عطاف”، جمع الليبيين من أجل التوصل إلى حل سياسي ووقف أعمال العنف.
جاء ذلك خلال لقائهما بالعاصمة العراقية بغداد، الجمعة، وفق بيان للخارجية التونسية.
وقالت الخارجية التونسية “إن النفطي وعطاف تناولا التطورات التي تشهدها الساحة الليبية في الأيام الأخيرة”.
وأكد الوزيران ضرورة وقف أعمال العنف والعمل على جمع الليبيين من خلال الحوار تحت مظلة منظمة الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي ليبي-ليبي للأزمة في البلاد بعيدًا عن التدخلات الخارجية.
جامعة الدول العربية تدعو إلى وقف فوري للتصعيد
من جانبها أعربت جامعة الدول العربية عن بالغ القلق إزاء الاشتباكات المسلحة في العاصمة طرابلس، ودعت إلى وقف التصعيد والاحتكام للحوار.
وأفاد بيان للجامعة بأن الأمين العام أحمد أبو الغيط عبر عن “بالغ القلق إزاء الاشتباكات المسلحة التي شهدتها طرابلس ، وتسببت في ترويع المدنيين وتهديد حياة السكان الآمنين وتعطيل مظاهر الحياة اليومية”.
ودعا الأمين العام، كافة الأطراف الفاعلة في ليبيا إلى وقف التصعيد، وتغليب المسؤولية الوطنية والاحتكام إلى الحوار.
وشدد على أن “هذه التطورات المؤسفة، مع تكرارها، تبرز مجددا الحاجة الملحة للمضي قدما في مسار التوافق الوطني الشامل لتحقيق تطلعات الشعب الليبي في الأمن والاستقرار”.
وأكد حرص الجامعة العربية على تحمل مسؤولياتها الأصيلة تجاه ليبيا، ودعم كافة الجهود الرامية إلى إنهاء الأزمة عبر حل ليبي سلمي جامع.