أهالي منطقة مسوس يطالبون بزيارة ميدانية عاجلة لإنهاء سنوات من التهميش

طالب أهالي منطقة مسوس الواقعة جنوب سلوق بنحو 80 كيلومتر، صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا بإجراء زيارة ميدانية عاجلة للمنطقة، بهدف الوقوف على واقعهم الخدمي الصعب، في ظل تدهور شامل طال مختلف قطاعات الحياة.

وتواجه المنطقة غياب شبه كلي للبنية التحتية الأساسية، من مياه شرب وصحة وتعليم وسكن، وسط توقف مشاريع سكنية مهمة، يعيش على إثرها عدد كبير من الأهالي في مساكن مغطاة بالصفيح، لا توفر الحد الأدنى من مقومات العيش الكريم في ظل تقلبات الطقس القاسية.

وفي تصريح خاص لوكالة الأنباء الليبية، قال عضو المجلس البلدي سلوق وممثل منطقة مسوس عياد الناجي معتوق، إن تأخر المشاريع وتوقف الخدمات يعود جزئياً إلى عدم وجود مجلس بلدي مستقل، ما يزيد من صعوبة إيصال الخدمات والإشراف على المشاريع الحيوية في منطقة تبعد عن سلوق والمراكز الكبرى الأخرى.

وأوضح معتوق أن مشروعين سكنيين متعثرين في المنطقة يشكلان أمل للأهالي، حيث بلغت نسبة الإنجاز في أحدهما 80% ويضم 20 وحدة، فيما لم تتجاوز النسبة 20% في المشروع الآخر الذي يضم 145 وحدة، وناشد مدير عام صندوق الإعمار المهندس بالقاسم حفتر، ضرورة استكمال هذه المشاريع وضم المنطقة إلى خطط الإعمار الوطنية.

في الجانب الصحي، أشار معتوق إلى أن مستشفى مسوس القروي يعاني من نقص في الطواقم الطبية المقيمة، وانعدام خدمات الإسعاف، رغم أن المنطقة تقع على طرق رئيسية تشهد حوادث متكررة، وأضاف أن مشروع توسعة المستشفى لا يزال متوقف بسبب مستحقات مالية متأخرة لم تُسدّد للشركة المنفذة.

من جانبه، قال أحد أعيان المنطقة محمد عقيلة العوامي، إن مسوس ذات إرث تاريخي وثقافي كبير، تحتضن زاوية علمية بارزة كانت منارة للجهاد والتعليم إبان الاستعمار الإيطالي، ولفت إلى أن المنطقة يسكنها أكثر من 4000 نسمة، وتربط عدة مدن محيطة، لكنها لا تضم فروع جامعية وتعاني من تراجع مستوى الخدمات التعليمية، مما يستدعي إنشاء مدارس جديدة تشمل كافة المراحل الدراسية.

في السياق نفسه، شدد المواطن أغنيوة محمد العوامي على الحاجة المُلِحّة لاستكمال مشروعات الإسكان، مؤكد أن العديد من الأسر تقيم في مساكن لا تصلح للسكن، فيما تتردى حالة الطرق العامة، مما يتسبب في حوادث سير متكررة تُهدد سلامة الأهالي.

وفي ختام مطالبهم، جدد سكان مسوس دعوتهم للجهات المعنية، وفي مقدمتها صندوق إعمار ليبيا، بإجراء زيارة ميدانية عاجلة وتقييم الأوضاع الخدمية والإنسانية على الأرض، واتخاذ خطوات عملية تنهي سنوات طويلة من المعاناة والتجاهل.