الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-07-01

6:20 صباحًا

أهم اللأخبار

2025-07-01 6:20 صباحًا

بعد قرنين من تاريخ الصحافة الليبية المبعوثة الأممية تصف الصحافة في ليبيا بـ “حديثة العهد والمعقدة”

بعد قرنين من تاريخ الصحافة الليبية المبعوثة الأممية تصف الصحافة في ليبيا بـ "حديثة العهد والمعقدة"

صرحت هانا تيتيه، الممثلة الخاصة للأمين العام، بأن “للصحفيين دورٌ هامٌ في استقرار ليبيا من خلال تثقيف الجمهور، وتصحيح السرديات الكاذبة، ومحاسبة السلطة”.

وأضافت المبعوثة الأممية حسب موقع البعثة أن “قطاع الصحافة في ليبيا حديث العهد ومعقدٌ نسبيًا. ويعمل الصحفيون في بيئة إعلامية موسومة بالاستقطاب السياسي، حيث لا يمكن ضمان سلامة من يعارضون السلطة دائمًا.”

وشددت على أنه “من الضروري في هذا السياق أن يحصل الصحفيون على تعليم وتدريب تقني عالي الجودة. وقد صُمم برنامج بصيرة للمساعدة في تلبية هذه الحاجة”.

لكن هذا التوصيف للصحافة الليبية بكونها “حديثة العهد” قوبل باستغراب واسع من عدد من الصحفيين والباحثين في تاريخ الإعلام الليبي، معتبرين أنه يعكس فجوة واضحة في فهم تطور الصحافة الليبية ودورها التاريخي.

 المبعوثة الأممية على ما يبدو لا تعلم الكثير عن ليبيا وعن تاريخ الصحافة الليبية حيث أن الصحافة في ليبيا بدأت ما قبل 1827.

حيث تأسست أول صحيفة في ليبيا العام 1827 هي صحيفة «المنقب الأفريقي» والتي أنشأها عدد من القناصل الأوروبيين في طرابلس باللغة الفرنسية. وتُعد هذه الصحيفة بداية لمرحلة جديدة في تاريخ الصحافة الليبية، حيث كانت أول وسيلة إعلامية مطبوعة تُصدر في البلاد

فبحسب المؤرخ أنتوني جوزيف كاكيا في كتابه ليبيا في العهد العثماني الثاني إلى وجود نشاط صحفي في ليبيا يعود إلى ما قبل عام 1835، أي ما يقارب القرنين من الزمن، وأشار الباحث أحمد عمران بن سليم، فإن الصحافة الليبية بدأت قبل عام 1866.

ويؤكد الصحفي والباحث سمير العبيدي أن الصحافة الليبية تطورت بشكل ملحوظ خلال الفترة من 1866 إلى 1969، متأثرة بالتحولات السياسية المتعاقبة، حيث شهدت ليبيا ثلاثة أنظمة للحكم: العهد العثماني، فترة الاستعمار الإيطالي، ثم الإدارة البريطانية-الفرنسية، وصولًا إلى العهد الملكي.

وأضاف العبيدي أن الصحافة الليبية شهدت فترات ازدهار وتنوع، رغم الظروف، وكانت تضم صحفًا إيطالية وعربية، كما شارك في تحريرها نخبة من المثقفين الليبيين الذين سعوا لنقل المعلومة للمواطن بدقة ومهنية.

وأشار إلى أن الصحافة لعبت دورًا مهمًا كسلطة رابعة، ورافقت مراحل تأسيس الدولة الليبية الحديثة، مما يجعل من غير الدقيق توصيفها بأنها حديثة أو تفتقر إلى الجذور المهنية.

ويعتبر ظهور الصحافة المطبوعة تاريخياً في ليبيا قديماً مقارنة بكثير من الدول العربية، إذ صدرت أول جريدة ورقية عام 1866 حين تأسست “طرابلس الغرب”، وكانت تتكون من ورقتين أولاهما باللغة التركية والثانية بالعربية.

ثم توالى عدد من الصحف في الظهور حتى صدرت في طرابلس أول الصحف الليبية الخاص وهي جريدة “الترقي” في يونيو 1897 التي شغل الشيخ محمد البوصيري منصب رئاسة تحريرها وإدارتها.

صحيفة “الترقي” استمرت في الصدور أسبوعياً لمدة عام كامل ثم توقفت لتعود من جديد سنة 1908 قبل أن تنتكس الصحافة خلال عهد الاحتلال الإيطالي للبلاد عام 1911، إذ أوقف بعضها خلال فترة الحكم “الفاشي” بإيطاليا عام 1922.

أما في إقليم برقة ظهرت أول صحيفة في بنغازي عام 1921 باسم “بريد برقة”، التي أصدرها محمد المحيشي. في وقت لاحق، صدرت صحيفة “برقة الجديدة” في بنغازي عام 1945، وهي صحيفة سياسية يومية شاملة. 

وعليه، فإن الصحافة الليبية تمتد إلى 198 عام أي ما يقارب القرنين من الزمن، وتُعد من أعرق التجارب الإعلامية في شمال إفريقيا والعالم العربي، حيث سبقت العديد من الدول في المنطقة في هذا المجال.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة