لم تكن المأكولات البحرية معروفة لدى أغلب السكان المحليين قبل تولّي الإدارة الإيطالية، حيث كانت لحوم الضأن والإبل هي المصدر الأساسي للحوم لدى السكان المحليين، ولكن خلال السنوات الأولى للإدارة الإيطالية بدأت صناعة التونة بمعامل صغيرة أو مشاغل منزلية
مصنع تونة في طرابلس
عام 1922 شجّعت الإدارة الإيطالية الاستثمار في الثروة البحرية عن طريق توجيه الشركات الإيطالية لفتح مصانع في إقليم تريبوليتانيا وذلك بهدف سد حاجة سكان الإقليم الغذائية، حيث كانت الموارد الغذائية للإقليم محدودة بحكم أن أغلب أراضيه ذات طبيعة صحراوية وجافة وتفتقر للموارد الزراعية .
افتُتِحت أولى مصانع صناعة التونة في طرابلس لشركة (سيباستيانو بياتشينتينو) بالإضافة لبعض المصانع المملوكة لمجموعة (دي ڤيتا) في جنزور وصبراته وبنغازي.

تأسيس التنارات
ومنذ ذلك التاريخ تأسست ما يعرف بالتنارات على طول الساحل الليبي، وتعتبر عدد من التنارات التي أسست موقع للصيد فقط ومنها ما هو موقع للصيد ومصنع تعليب أسماك .
والتنارة عبارة عن مجموعة من قوارب مجرورة وأخرى ذات محركات وحبال حديدة قطرها 14 ملم تسمى الرميجات وأخرى حديدية مغلفة بحبال بلاستيك وقطرها 22 ملم وتسمي الصوما وحبال شيمة وعوامات خاصة مصنوعة من البلاستك المحشو بالفلين والشباك المصنوعة من النايلون ذات عيون واسعة وبعضها عيون ضيقة ومخاطيف يزن الواحد منها 400 كيلو وكذلك عدد 7000 قطعة من الطوب الأبيض (( بلك )) .

سمكة التونة ذات الزعنفة الزرقاء
وتزدهر هذه الأيام موسم صيد أسماك التونة التي تعد موردًا اقتصاديًا مهمًا لليبيا، خاصة وأن الساحل الليبي يملك سمكة التونة ذات الزعنفة الزرقاء والتي تعد من أهم الأسماك الاقتصادية في العالم، والتي يبدأ موسمها من منتصف شهر إبريل وحتى منتصف شهر يوليو.
وتخسر البلاد سنويا نحو 5 مليارات دولار سنويًا بسبب الصيد غير المشروع في المياه الإقليمية.

فوائد التونة
ولسمكة التونة العديد من الفوائد على رأسها علاج والحماية من مرض السرطان، إذ أن الباحثين اكتشفوا أن التونة تحتوي على السيلينوم في تركيب فريد من نوعه يسمى سيلينونين وهو يلعب دوراً هاماً كمضاد للأكسدة ويحمي خلايا الدم الحمراء من التلف.
كما أن التونة مفيدة للقلب حيث أنها مصدر جيد لأحماض أوميجا-3 الدهني وهي دهون صحية غير مشبعة تعمل على تحسين وظائف الأوعية الدموية وتحمي القلب من الأمراض، علاوة على فوائدها للتخسيس لأنها منخفضة الكربوهيدرات وغنية بالبروتينات والتي يمكن أن تساهم في خفض وزن الجسم على المدى القصير دون إطالة هذا النوع من الرجيم، إضافة إلى أهميتها للكولسترول، حيث أثبتت دراسة أجريت مؤخراً في جامعة كاليفورنيا، أن النياسين وهو فيتامين B3 يعمل على تثبيط LDL من خلال تعزيز مستويات .HDL
ما بين صيد التونة والاستفادة منها في التعليب والتجارة ومن ثم التصدير بفضل تمتع الساحل الليبي بسمكة التونة الزرقاء تبقى هذه السمكة من بين الوجبات المهمة لدى الليبيين وتزداد أهميتها بالنظر إلى فوائدها.