شهدت السواحل الليبية والبحر المتوسط خلال الأيام الأخيرة عمليات إنقاذ مكثفة نفذتها قوات خفر السواحل الليبية والبحرية الآيسلندية وذلك في إطار الجهود المتواصلة للتعامل مع أزمة الهجرة غير الشرعية المتصاعدة في المنطقة.
في عملية أمنية ناجحة أنقذ خفر السواحل 91 مهاجرا غير شرعي كانوا على متن قارب مطاطي قبالة السواحل الليبية وجاءت العملية بعد تلقي نداء استغاثة حيث تم التدخل الفوري ونقل المهاجرين إلى أحد مراكز الإيواء لتقديم الرعاية الصحية والإنسانية واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.
وتوزعت جنسيات المهاجرين بين 42 سودانيا و45 بنجلاديشيا و10 مصريين.
وفي عملية منفصلة نفذت سفينة تابعة للقوات البحرية الآيسلندية عملية إنقاذ واسعة النطاق في مياه البحر المتوسط حيث تم انتشال 318 مهاجرا غير شرعي من جنسيات متعددة أثناء عبورهم مضيق صقلية باتجاه السواحل الأوروبية.
تمت العملية في وقت مبكر من يوم السبت بعد رصد قارب مكتظ بالمهاجرين قرب المياه الإقليمية الليبية حيث تدخلت القوات الآيسلندية وأنقذت جميع الركاب بينهم 14 قاصرا و13 امرأة من بينهن خمس نساء حوامل تم نقلهن مباشرة إلى المستشفى فور وصول السفينة إلى ميناء بوزالو بجزيرة صقلية الإيطالية كإجراء احترازي لضمان سلامتهن.
في الوقت ذاته بدأت الشرطة الإيطالية تحقيقات موسعة مع ثمانية رجال يحملون الجنسية التونسية يشتبه في تورطهم في عمليات تهريب البشر وتخضع هوياتهم للتحقق في إطار الإجراءات القضائية المعمول بها.
وعلى صعيد متصل أظهرت بيانات مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة ارتفاعا ملحوظا في أعداد المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء الموجودين داخل ليبيا خلال الأشهر الأولى من العام الجاري.
وأفادت البيانات بأن عدد المهاجرين في ليبيا بلغ حتى فبراير الماضي 858604 مهاجرين مسجلا زيادة بنسبة 19 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
كما أشارت إلى أن 83 في المئة من هؤلاء المهاجرين ينحدرون من أربع دول هي السودان والنيجر ومصر وتشاد.
تعكس هذه التطورات استمرار أزمة الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط وداخل ليبيا وتؤكد الحاجة إلى مزيد من التنسيق الإقليمي والدولي لمواجهة التحديات الأمنية والإنسانية المرتبطة بها ومعالجة الأسباب الجذرية للهجرة من خلال سياسات شاملة ومستدامة.