الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-07-01

4:32 صباحًا

أهم اللأخبار

2025-07-01 4:32 صباحًا

مابعد الطوفان

حميدة سليمان

حميدة البرعصي

ساعتان هما زمن الطوفان  من انهيار السد الثاني حتى آخر موجة ، اكتسح الوادي كل شيء في طريقه .

جرفت المياه كل المباني والأشجار والسيارات والناس باتجاه البحر لتستقر  في قاعه ، مدينة بأكملها أصبحت ترى تحت سطح البحر  كأنما هي قارة مجهولة اكتشفت للتو .

كان يقطن في منطقة بعيدة عن الوادي ، وكان يكفيه لكي ينجو أن يصعد للدور الأول من بيته .

 سرعان ما انحسرت المياه

 وعم السكون والحزن المكان ، لم يعد يسمع سوى صوت صراخ الأطفال وأنين الثكالى و ونداءات الاستغاثة .

الكارثة كانت أكبر من أي تصور ،  معدل هطول للأمطار غير مسبوق بلغ خمسة أضعاف المعدلات المعتادة ،  أكثر من مائة وتسعين مليون طن مكعب من المياه جعلت السد ينهار في دقائق ،  موجة بعلو 25 مترا جعلت المباني والسيارات والأشجار  تطفو فوق سطح الماء مثل علب فارغة .

لقد نجى من الطوفان ، لكنه لم ينجو من الجروح التي أصابته أثناء مشاركته في عمليات الإنقاذ لأسرته ولجيرانه .

جروح ليست خطيرة ، لكن خوفه من تلوث الجرح جعله يذهب إلى إحدى المستشفيات الميدانية التي جهزت لتقديم المساعدة للمصابين .

كانت الممرضة قد التفت بوشاح ووضعت كمامة على وجهها ، قالت له استلقِ على السرير حتى أنظف لك الجرح .

كشف عن ذراعه المصابة فقامت بتنظيفها وتعقيمها وتغيير الضمادة بأخرى جديدة .

 لقد سمعت كل كلمة قلتها لي في تلك الليلة ، إن انهيار السد ليس نهاية كل شيء ، ستعود الحياة كما كانت  وستزهر الأحلام من جديد ، وكشفت له عن وجهها كانت هي  بابتسامتها وصوتها العذب ….

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة