أعادت آثار أقدام ذات مخالب واضحة وُجدت على لوح صخري في ولاية فيكتوريا الأسترالية، يبلغ عمره نحو 356 مليون سنة، النظر في التقديرات السابقة حول بداية ظهور الكائنات الشبيهة بالزواحف على اليابسة.
وتشير الدراسة التي نُشرت في دورية Nature العلمية إلى أن هذه الآثار تُعد أقدم دليل معروف لما يسمى بـ”السلويات”، وهي مجموعة حيوانية تشمل الزواحف والطيور والثدييات.
الاكتشاف الجديد يشير إلى أن هذه الكائنات قد ظهرت على الأرض قبل ما بين 35 و40 مليون سنة مما كان يُعتقد سابقاً، الأمر الذي يفتح آفاقاً جديدة لفهم اللحظة المفصلية في التاريخ البيولوجي عندما بدأت الكائنات الفقارية في الانتقال من الحياة المائية إلى البرية.
تُظهر الآثار المكتشفة ما يُعتقد أنه مجموعتان من آثار الأقدام لحيوان واحد، وتُعد أقدم آثار معروفة تمتلك مخالب، وهي سمة رئيسية تميز الزواحف. ويُعتقد أن هذه المخالب ساعدت الكائن على الحفر أو تسلق الأشجار.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة وأستاذ علم الحفريات بجامعة فليندرز الدكتور جون لونغ، إن هذه الآثار قد تكون لحيوان شبيه بـ”الإغوانا”، يبلغ طوله نحو 80 سنتيمتراً، وقد أظهرت الدراسة أن السلالات التطورية المؤدية إلى البرمائيات والزواحف والثدييات قد انفصلت عن بعضها البعض في وقت أقدم بكثير من التقديرات السابقة، ربما منذ 380 مليون سنة خلال العصر الديفوني.
وكانت أقدم آثار سابقة تُنسب إلى كائنات “سلويّة” قد عُثر عليها في كندا وتعود إلى نحو 318 مليون سنة، ما يجعل الاكتشاف الجديد في أستراليا محطة فارقة في دراسة تطور الكائنات البرية.
وبحسب الباحث بير إريك آلبرغ من جامعة أوبسالا السويدية، فإن الحيوان الذي خلّف هذه الآثار يُعد حتى الآن أقدم زاحف وأقدم كائن يُصنّف ضمن الكائنات الأمنيونية، وهي الكائنات التي تتكاثر ببيوض قادرة على البقاء خارج الماء.
الدراسة تؤكد أيضاً أن أستراليا، التي كانت في العصر القديم جزءاً من القارة الجنوبية العملاقة “غندوانا”، قد تمثل موقع رئيسي للبحث عن المزيد من الحفريات التي يمكن أن تسلط الضوء على نشأة وتطور الزواحف والكائنات البرية الأخرى.
ويرى العلماء أن هذا النوع من الاكتشافات يساهم في فهم التحول الكبير الذي مرت به الكائنات الفقارية، عندما لم تعد الحياة مرتبطة بالماء، بل بدأت في استيطان البر بشكل مستقل، وهو أحد أكثر التحولات تطوراً في تاريخ الكائنات الحية.

