في خطوة جديدة ضمن مساعي شركة “تسلا” لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات البشرية، ظهر الروبوت البشري “أوبتيموس” في مقطع فيديو جديد وهو يؤدي رقصة متناغمة على أنغام الموسيقى، مستعرض قدراته الحركية الدقيقة وتوازنه اللافت، ما يشير إلى مستوى التطور الذي بلغته هذه الآلة المصممة لمحاكاة البشر.
ويُعد “أوبتيموس”، الذي أعلنه إيلون ماسك لأول مرة عام 2021، من أبرز مشاريع تسلا خارج قطاع السيارات. فهو روبوت مزود بذراعين وساقين وأجهزة استشعار متقدمة، تمكّنه من التفاعل مع محيطه بذكاء واستقلالية، وتطمح الشركة إلى إنتاجه تجاري اعتباراً من عام 2025، بسعر لا يتجاوز 30 ألف دولار.
ويستطيع “أوبتيموس” أداء مهام متعددة، من بينها المشي والتوازن على ساق واحدة، ورفع الأشياء، وفرزها حسب اللون أو الشكل، فضلاً عن التنقل في بيئات وعرة دون رؤية مباشرة، مستعينًا بشبكة عصبية وأنظمة استشعار دقيقة.
وتأمل تسلا في استخدام الروبوت مستقبلاً في المصانع والمهام المنزلية، إلا أن التحديات التقنية لا تزال قائمة، خاصة بعد تقارير أشارت إلى أن بعض العروض التي شارك فيها الروبوت خلال فعاليات عامة كانت تتم عبر تحكم بشري عن بُعد، ما أثار تساؤلات حول مستوى استقلاليته الفعلية.
وعلى الرغم من المقارنات بين “أوبتيموس” ونماذج روبوتات بشرية أكثر تطورًا مثل “أطلس” من شركة “بوسطن ديناميكس”، يرى خبراء أن تسلا قطعت شوط ملموس في تطوير نسخة أكثر مرونة وأقرب إلى الاستخدام العملي، خاصة مع التقدم الملاحظ بين الإصدار الأول للروبوت عام 2022 والجيل الثاني الذي كُشف عنه أواخر عام 2023.
وتتوقع الشركة أن يلعب “أوبتيموس” دور مهم في مستقبل الإنتاج والعمل الآلي، وسط آمال بأن يسهم في خفض تكاليف اليد العاملة وتوفير خدمات متعددة في بيئات متنوعة، بما في ذلك المنازل.