عقد مجلس النواب، اليوم الثلاثاء، جلسة استماع لبرامج 14 مرشحًا لرئاسة الحكومة الجديدة، التي تُشكّل بديلًا لحكومة الوحدة الوطنية في طرابلس برئاسة عبد الحميد الدبيبة والحكومة الليبية ببنغازي برئاسة أسامة حماد، والتي تواجه مطالب شعبية بضرورة رحيلها.
وشهدت الجلسة عرض ملفات بعض المرشحين، والاستماع إلى برامجهم وخطط عملهم، على أن تُتخذ لاحقًا الخطوات اللازمة لتحديد معايير اختيار الشخصية التي ستتولى قيادة الحكومة.
وشهدت جلسة اليوم الاستماع إلى برامج 7 مرشحين، هم: عبد الكريم مقيق، فضيل الأمين، عبد الحكيم بعيو، عثمان البصير، محمد المزوغي، محمد المنتصر، وعلي ساسي.
عبد الكريم مقيق: الديمقراطية أساس البرنامج الحكومي
أكّد المترشح عبد الكريم مقيق أن برنامجه الحكومي يرتكز على خمسة محاور رئيسية: الديمقراطية، الأمن، العدالة، التصالح والتعايش، وإنعاش الحالة الاجتماعية. وقال إن الديمقراطية هي “المبتغى الأسمى”، معلنًا أنه سيطلق برنامجًا لتوعية الليبيين بها يمتد لأكثر من 6 أشهر، مضيفًا أن “الانتخابات جزء من الديمقراطية وليست الهدف الوحيد”.
وشدد مقيق على ضرورة توحيد الأجهزة الأمنية تحت إشراف وزارة الداخلية، كما أكد سعيه لدعم المؤسسات المالية وتأمينها، وتعزيز حضور ليبيا في المجتمع الدولي.
فضيل الأمين: خارطة طريق لإنهاء المراحل الانتقالية
قدم فضيل الأمين برنامجًا وصفه بأنه خارطة طريق لإنهاء المراحل الانتقالية، والوصول إلى انتخابات حرة ونزيهة تحظى باعتراف الجميع. واعتبر أن الحل يكمن في “سياسة دولة واحدة وحكومة موحدة”، داعيًا إلى تفكيك التشكيلات المسلحة، واعتماد الإعلان الدستوري كمرجعية تشريعية إلى حين إجراء الاستفتاء على الدستور.
وأشار الأمين إلى خطة لتنويع الاقتصاد تشمل الزراعة، الطاقة الشمسية، الخدمات اللوجستية، والتكنولوجيا، مؤكدًا أهمية التوافق السياسي والاعتراف الدولي لنجاح أي عملية انتخابية.
عبد الحكيم بعيو: حكومة محايدة وتوزيع مباشر للميزانية
طرح عبد الحكيم بعيو رؤية لتشكيل حكومة محايدة لمدة سنة قابلة للتمديد ستة أشهر فقط، تهدف إلى التوحيد والاستقرار دون الاعتماد على ميزانية مركزية، مع توزيع مباشر للميزانية على المحافظات.
وتعهد بعيو بدعم المرأة والشباب وبمحاربة الفساد ووقف تهريب الوقود والغذاء، وتنظيم العمالة الأجنبية، مؤكدًا التزامه بكافة العقود الموقعة مع الدولة. وقال إن الحكومة ستكون “لكل الليبيين، لا لمدينة أو عائلة أو قبيلة”.
عثمان البصير: الإصلاح أولًا وانتقال للإدارة المحلية
قال المرشح عثمان البصير إن ليبيا تمر بمرحلة صعبة، معتبرًا تشكيل الحكومة ضرورة حتمية، وتعهد بالوصول إلى توافق وطني يفضي إلى مشروع وطني شامل. وأضاف أن حكومته ستكون “حكومة إصلاح لا بناء”، وستركز على وضع أسس انتخابات ناجحة.
ودعا البصير إلى الانتقال من الإدارة المركزية إلى الإدارة المحلية، مشددًا على أن السياسة النقدية لن تنجح “في ظل اقتصاد ميت”، وأن المؤسسات تحتاج إلى إعادة هيكلة باعتبارها جزءًا من الأمن القومي.
محمد المزوغي: حكومة غير تقليدية وحلول واقعية
قال محمد المزوغي إن حكومته ستعمل في ظل “بيئة معرقلة”، مؤكدًا الحاجة إلى حكومة غير تقليدية قادرة على مواجهة التحديات الاستثنائية. ولفت إلى أن العديد من الأزمات كالكهرباء والتعليم والصحة والهجرة غير الشرعية تحتاج إلى حلول واقعية وخطط مدروسة.
وأشار إلى أن التجارب الفاشلة لإعادة بناء الدولة لا تعود إلى فشل المسؤولين فحسب، بل إلى غياب البيانات والدراسات الصحيحة، مؤكدًا أن الدولة لم تدار يومًا على أساس علمي.
محمد المنتصر: استعادة السيادة والانتقال الآمن
نفى محمد المنتصر وجود أي عائق قانوني يمنعه من الترشح، مشيرًا إلى أن حكمًا غيابيًا صدر بحقه عام 2007 بقضية قطع أشجار بأرض مملوكة له تم تسويته وسُددت الغرامة.
وشدد على ضرورة “استعادة السيادة ووحدة مؤسسات الدولة”، متعهدًا بإطلاق مسار وطني شامل يفضي إلى انتخابات آمنة ومستقرة، وتوحيد المؤسسات الأمنية، والابتعاد عن المركزية عبر تفعيل دور البلديات، من خلال خطة إنعاش اقتصادي عاجلة.
علي ساسي: من أجل عبور نحو الاستقرار المستدام
أوضح علي ساسي أن حكومته ستكون مؤقتة ومحددة الهدف، بشعار “من أجل العبور نحو الاستقرار المستدام”. وتعهد بمحاربة الفساد المالي والسياسي، ودعم الشباب من الجنسين، وإعادة الكفاءات المستبعدة سابقًا.
وشدد على ضرورة إنهاء الانقسام وتنظيم انتخابات حرة ونزيهة، مع التزام تام بمبدأ الحكومة الرشيدة وتوحيد المؤسسات، في إطار مصالحة وطنية شاملة.
وأعلن رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، تعليق جلسة الاستماع للمرشحين إلى غدٍ الأربعاء، لاستكمال استماع المجلس لباقي المرشحين قبل التصويت لاختيار رئيس الحكومة الجديد.