شهد ختام الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي حدث استثنائي، حيث نال المخرج الإيراني المعارض جعفر بناهي جائزة “السعفة الذهبية” عن فيلمه الجديد “It Was Just an Accident”، وذلك للمرة الأولى في تاريخه الفني، بعد مسيرة حافلة بالتحديات والمواجهات مع السلطات الإيرانية.
وجاء تتويج بناهي تتويجًا لمسيرة فنية لم تتوقف رغم الحظر والسجن والمنع من السفر، إذ واصل المخرج المعروف بأفلام مثل “No Bears” و”Taxi” و”This Is Not A Film”، إنتاج أعماله السينمائية بطرق بديلة، رغم غيابه المتواصل عن المهرجانات العالمية لأكثر من عشرين عاماً.
ويُذكر أن بناهي كان قد اختير في عام 2010 ليكون عضو في لجنة تحكيم مهرجان كان، إلا أن السلطات الإيرانية حالت دون سفره، ما دفع إدارة المهرجان حينها إلى ترك مقعده شاغر، بينما عبّرت الممثلة الفرنسية جولييت بينوش عن تضامنها برفع لافتة تحمل اسمه أثناء تسلمها جائزة أفضل ممثلة.
وبعد مرور 15 عام على تلك الحادثة، عادت بينوش هذه المرة لترأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، التي منحت فيلم بناهي الجائزة الكبرى، وقد كشف المخرج أن الفيلم مستلهم جزئي من تجربة اعتقاله الأخيرة بين عامي 2022 و2023، ويتناول قصة مجموعة من المعتقلين السياسيين السابقين يختطفون رجلاً يشكون في كونه محققهم السابق، وسط صراع داخلي بشأن مصيره.
وفي بقية الجوائز، ذهبت الجائزة الكبرى إلى فيلم “Sentimental Value” للمخرج النرويجي يواكيم ترير، بينما تقاسم كل من فيلم “Sirat” للمخرج أوليفر لاكس، و”The Sound of Falling” للمخرجة ماشا شيلينسكي جائزة لجنة التحكيم.
أما جائزة أفضل ممثل، فكانت من نصيب البرازيلي فاغنر مورا عن أدائه في فيلم “The Secret Agent”، فيما حصد مخرج العمل كليبر ميندونسا فيلهو جائزة أفضل إخراج.
وتمكنت الممثلة الفرنسية من أصل تونسي نادية مليتي من الفوز بجائزة أفضل ممثلة عن فيلم “La Petite Dernière” للمخرجة حفصية حرزي، بينما منحت لجنة التحكيم جائزة خاصة لفيلم “Resurrection” للمخرج بي غان، وذهبت جائزة أفضل سيناريو لفيلم “Young Mothers” للمخرجين جان بيير ولوك داردين.