الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-06-30

7:39 صباحًا

أهم اللأخبار

2025-06-30 7:39 صباحًا

تكرار الوجوه: هل عقمت المناصب القيادية في بلادنا؟ 

01

لماذا تتكرر نفس الوجوه في كل ترشح لمنصب حكومي؟ ألا يحق لنا أن نتساءل: هل عقمت بلادنا عن الكفاءات الجديدة؟ أم أن الوصول إلى سدة الحكم بات حكراً على الأثرياء، أو ذوي النفوذ، أو ‘أصحاب التجربة السابقة’؟

وهنا يتجرأ السؤال ليتخطى حدود المنطق: هل يمكن لفقير، مهما بلغت إمكانياته الفكرية من ندرة وذكاء، أن يطمح يوماً لمنصب وزير أو رئيس وزراء؟ أم أن الصدفة وحدها هي طريقه الوحيد، إن وُجد؟ فليس من المعقول أن يبادر من يمتلك إمكانيات مادية عادية وقدرات عقلية فذة إلى الدخول في سباق وصفناه بالعامية: ‘القو يعلمك الصراع’ – أي أن القوة هي المحرك الأساسي. وكما قال الفيلسوف الإيرلندي إدموند بورك: “إذا كنا نقود ثروتنا فإننا نكون أغنياء وأحراراً، وأما إذا كانت ثروتنا هي التي تقودنا فنحن حقاً فقراء”.

يقفز سؤال آخر إلى ذهني كلما أُعلن عن حكومة جديدة: أين هو البرنامج الانتخابي للمرشح؟ ألا يجب عرضه على الناخب عبر وسائل الإعلام، في ندوات أو مؤتمرات، أو حتى لقاءات تلفزيونية؟ وماذا عن السيرة الذاتية لكل مرشح؟ أم أن المرشح يختبئ عن الناس حتى تحين ساعة الحقيقة، ليظهر مرتبكاً ومتلعثماً وشارداً في جلسات مجلس النواب، باحثاً عن كلماته؟ بل أحياناً يرتجل كلاماً لا يليق بمرشح لمنصب، ويدفع الناس إلى صناعة النكات والتعليقات الساخرة. هذا لا يعني بالضرورة أن المرشحين لا يملكون ما يقدمونه، بل لم يُعرفوا كيف يقدمون ما يملكون، فالعرض الجيد يتطلب ظروفاً وتوقيتاً مناسبين.

إذن، هل نحن بحاجة إلى حكومة جديدة؟ نعم، نحن في حاجة ماسة إلى حكومة تطوي صفحة الماضي وتفتح أخرى جديدة، لا تعيد إنتاج وتكرار القديم والمبتذل والمختلف عليه. حكومة تقبلها جميع الاتجاهات، وتُباركها أغلب المناطق والقرى، والمدن الكبرى بالطبع. فنحن لسنا في معرض سباق انتخابي نبرهن من خلاله على جدارتنا في فهم الديمقراطية، بل نحن في موقف لا نحسد عليه. لا نريد تقسيم المُقسَّم وتفتيت المُفتَّت. ضالتنا هي جمع شتاتنا وتوحيد صفنا في رؤية وطنية ملهمة تجمع ولا تفرق، تبني ولا تهدم، وتقود إلى مشهد سياسي واقعي لا حالم.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة