علّق مجلس النواب، اليوم الأربعاء، جلسته إلى حين تحديد موعد لاحق، وذلك بعد الاستماع إلى برامج خمسة مرشحين لرئاسة الحكومة الجديدة، التي يُنتظر أن تكون بديلاً عن حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، وسط مطالب شعبية برحيلها.
شهدت الجلسة عرض ملفات المرشحين واستعراض خططهم وبرامجهم، تمهيدًا لوضع معايير لاختيار الشخصية المناسبة لقيادة الحكومة المقبلة.
والمرشحون الذين عرضوا برامجهم هم: سلامة الغويل، عبد الباسط محمد، عصام أبو زريبة، عثمان عبد الجليل، ونصر أمحمد.
سلامة الغويل: مجلس النواب أنقذ ليبيا وهو صاحب المشروع الوطني
أشاد المترشح للحكومة الجديدة، سلامة الغويل، بدور مجلس النواب واصفًا إياه بـ”القيادة الحكيمة” و”السد المنيع”، مؤكدًا أن أعضاءه صمدوا في وجه الضغوطات ولم يساوموا على المشروع الوطني. واعتبر الغويل أن ما قدمه المجلس يفوق ما قدمه أي طرف آخر، مشددًا على أن رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح كان له دور محوري في حماية البلاد من الانهيار.
وفي حديثه عن تجربته السابقة، أوضح الغويل أنه استقال من حكومة الوحدة الوطنية لأنها “لم تكن تؤمن بالتطلعات الوطنية أو ببناء الدولة”. ولفت إلى أن ليبيا تمتلك موارد تفوق كثيرًا من الدول، لكنها بحاجة إلى “رجل عاقل يبتعد عن الخراب والدمار”، مؤكدًا أن الدولة تُنتهك وتحتاج إلى قائد “يجبر خواطر المواطنين” بدلًا من السعي وراء المصالح الضيقة.
عبد الباسط محمد: نعد بحكومة انتخابات نزيهة وتوحيد مؤسسات الدولة
أكد المترشح لتولي منصب في الحكومة الجديدة، عبد الباسط محمد، أن ليبيا تمر بمرحلة حرجة تتطلب تضافر الجهود والعمل الجاد من أجل تهيئة البلاد لانتخابات رئاسية وبرلمانية نزيهة. وأوضح أن سياسات الحكومة ستركز على دعم المفوضية العليا للانتخابات، وتعزيز الإعلام الرسمي دون تدخل أو انحياز، والتعامل مع كافة الأجسام السياسية بروح التعاون، سعيًا نحو توحيد البلاد ومؤسساتها.
وشدد عبد الباسط على أن الانتخابات هي الحل الأمثل للخروج من الأزمة الحالية، متعهدًا بأن تكون حكومته “حكومة انتخابات” بكل ما تحمله الكلمة من معنى، قائمة على الكفاءة والتوزيع الجغرافي العادل، وداعمة للبلديات، وللجنة العسكرية المشتركة 5+5، وللجيش الليبي باعتباره صمام الأمان. كما أكد التزامه بدعم الحريات العامة، وإصلاح ملف المواطنة، وتوسيع جهود الإعمار في جميع أنحاء البلاد، مع التعهد بتسليم السلطة بشكل شفاف، ومعاقبة أي مسؤول تثبت عليه شبهة فساد.
عصام أبو زريبة: نسعى نحو الاستقرار والتنمية وتهيئة البلاد للانتخابات
أعلن المترشح لرئاسة الحكومة الجديدة، عصام بو زريبة، أن هدفه الأساسي هو قيادة البلاد نحو الاستقرار الأمني والتعافي الاقتصادي، وتهيئة المناخ المناسب للاستحقاق الانتخابي المقبل. وأوضح أن رؤية حكومته تقوم على مبادئ الكفاءة والإنجاز، مع مراعاة الظروف الحالية التي تمر بها ليبيا، مؤكدًا الالتزام بالإعلان الدستوري وتقديم خارطة طريق واضحة تمتد بين 12 إلى 24 شهرًا لإدارة شؤون الدولة.
وشدد أبو زريبة على أن حكومته ستركز على تفعيل اللامركزية الإدارية، وتطوير البنية التحتية لإنشاء مدن ذكية، مع ضمان التوزيع الجغرافي العادل لموارد الدولة ومراعاة المكونات الليبية. كما أكد التزامه بحماية حقوق الإنسان، وتحسين مستوى معيشة المواطن، ودعم مفوضية الانتخابات، بالإضافة إلى تعزيز دور المرأة والشباب، والحفاظ على السيادة الوطنية ووقف كافة أشكال التدخل الأجنبي.
عثمان عبد الجليل: نلتزم بانتخابات نزيهة وحكومة كفاءات تُعيد الأمن وتنهي المراحل الانتقالية
أعلن المترشح لرئاسة الحكومة الجديدة، عثمان عبد الجليل، أن حكومته ستولي أولوية قصوى لدعم المفوضية الوطنية العليا للانتخابات ماليًا ولوجستيًا، مع ضمان نزاهة العملية الانتخابية عبر استخدام أنظمة البصمة البيومترية، وتنفيذ خطة أمنية موحدة تشرف عليها وزارة الداخلية. وشدد على أن الانتخابات تمثل صوت الشعب وشرعية الدولة، مؤكدًا التزامه بإجراء الاستحقاقات الرئاسية والبرلمانية في موعدها المحدد.
وأكد عبد الجليل أن حكومته ستعمل على حل كافة التشكيلات المسلحة غير النظامية في مختلف المدن، وإعادة بناء الشرطة والأجهزة الأمنية على أسس حديثة، إلى جانب مكافحة الفساد، وتفعيل الحكم المحلي لتحقيق العدالة الاجتماعية. كما تعهد بإصلاح قطاعات التعليم والصحة وإنعاش الاقتصاد، ووضع استراتيجية متكاملة لحل ملف الأورام، مشيرًا إلى أن حكومته ستكون حكومة كفاءات تستعيد ثقة المواطنين في الدولة، وتقترح قانونًا لتجريم أي كيان مسلح غير نظامي وتجفيف منابع تمويله.
نصر أمحمد: حكومة موحدة لمعالجة الفوضى وتحقيق الاستقرار وبناء دولة المؤسسات
أكد المترشح لرئاسة الحكومة الجديدة، نصر أمحمد، أن أولوية حكومته ستكون دعم مسار اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار، إلى جانب العمل على قفل ملف الازدواج الوظيفي ووضع آليات واضحة للحد من تهريب الوقود للخارج. وشدد على ضرورة تنويع مصادر الطاقة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي وتقليل الاعتماد على النفط، إضافة إلى إطلاق برامج توعوية شاملة تستهدف كافة شرائح المجتمع.
وأشار أمحمد إلى أن ليبيا تعاني منذ عام 2011 من حالة فوضى وفشل في إدارة الشأن العام، مع استمرار انتهاك السيادة وانتشار المرتزقة ونهب الثروات، في ظل غياب فاعل لدور الرقابة. واعتبر أن تشكيل حكومة موحدة ذات سلطات سيادية واحدة أصبح ضرورة ملحة، مؤكدًا التزامه بدعم المجتمع المدني، وتحقيق التأمين الصحي لكل مواطن يحمل رقمًا وطنيًا، مع تخصيص جزء من المراكز الصحية لتقديم خدمات مجانية بالشراكة مع مستشفيات عالمية.
وشهدت جلسة أمس الاستماع إلى برامج 7 مرشحين، هم: عبد الكريم مقيق، فضيل الأمين، عبد الحكيم بعيو، عثمان البصير، محمد المزوغي، محمد المنتصر، وعلي ساسي.