ليبيا الثرية بكنوزها الأثرية نجحت في إبراز بعض معالمها التاريخية إلا أن العديد من هذه الملامح لايزال خافيا عن بعض أبناء البلاد ومن هذه لملامح القلعة العثمانية بيسيدا زوارة.
العهد العثماني
بيسيدا زوارة حصن شيده الأتراك العثمانيون في العهد العثماني الثاني لمراقبة المنطقة الحدودية بين ليبيا وتونس في منطقة أبو كماش التي لا تبعد عن الحدود التونسية سوي 15كم شرقا وعن مدينة زواره 30 كم غربا وعن مدينة طرابلس 140كم . قبالة جزيرة فروة وسط انقاض مدينة بيسيدا (Pisida)الرومانية التي اشتهرت خلال القرون الأولي للميلاد كمرفأ بحري علي البحر الأبيض المتوسط وقد استعمل في بناء الحصن حجارة رملية من بقايا مباني بيسيدا الأثرية.
الإيطاليون
ولأهمية الموقع من الناحية الجغرافية استخدمه الإيطاليون لنفس الغرض بعد أن قاموا بترميمه في اول احتلالهم للبلاد واستمر استخدامه كمركز متقدم الي سبعينيات القرن الماضي.
وللحصن باب يفتح ناحية الشرق مقوس الشكل يفضي إلى فناء داخلي مكشوف تحيط به (12) غرفة وبه سلم يؤدي إلى السطح حيث تتمركز الحراسات بالتناوب ولا تزال الفتحات الصغيرة في الجدار الخارجي والتي كانت تستعمل للمراقبة والتحصن واضحة المعالم .
وصف القلعة
كما يوجد بهذا الحصن برجان إحداهما في الناحية الشمالية الشرقية وهو أصغر قليلا من البرج الرئيسي الذي يقع في الجهة الشمالية الغربية ، ويأخذ الحصن الشكل المربع بأبعاد ( 21م ×21م ) وبه غرفة ملحقة كبيرة الحجم في الجهة الشمالية تشرف مباشرة على البحر شيدت علي مستوي أدني من مستوي لحصن حيث يلامس سقف هذا الغرفة أرضية الحصن وهي تتصل به عن طريق سلم من الجهة الشرقية يصل الي الباب الرئيسي للحصن، وقد قسمت هذه الغرفة من الداخل إلى عدة أقسام ذات أسقف مقبية كانت تستعمل على ما يبدو كمخازن .
القرن الثالث قبل الميلاد
وسميت بالقلعة العثمانية ولكن تاريخ إنشائها أقدم من ذلك حيث تم استغال تلك القلعة عبر العصور كما تشير مواد البناء والأساسات والحجارة المستخدمة إلى قدم ذلك المبنى بالإضافة إلى وجود أساسات أخرى بجانب وأسفل القلعة تعود للقرن الثالث قبل الميلاد.
وتم صيانة القلعة مرتين الأولى سنة 2004 والثانية عام 2019 حث تم الاستفادة من الأخطاء السابقة في عملية الصيانة.
وتعد بيسيدا زواره واحدة من المعالم الأثرية القيمة التي تضفي بهاء على مدينة زوارة وتعد أحد أبرز معالمها السياحية التي تحتاج إلى مزيد من الاهتمام لتكون وجهة سياحية مهمة.