لايزال اللاجئين السودانيين إلى ليبيا يشكلون تحد حقيقي أمام السلطات الليبية والمنظمات الدولية لتأمين احتياجات اللاجئين الإنسانية في ظل تزايد أعدادهم بشكل كبير.
أرقام
وفي هذا الشأن أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عن وصول ما يقارب من 313 ألف لاجئ سوداني إلى ليبيا، منذ بدء الصراع البلاد عام 2023.
وتوقعت المفوضية وجود 621 ألف لاجئ سوادني محتاج بحلول نهاية عام 2025، بزيادة قدرها 40% أي بواقع 446 ألف شخص محتاج منذ نوفمبر 2024 وفقا لخطة الاستجابة للاجئين للعام 2025.
برنامج الأغذية
وكشف برنامج الأغذية عن حاجته لتمويل عاجل بقية 13.5 مليون دولار حتى يتسنى له مواصلة تقديم الدعم اللازم للاجئين السودانيين في ليبيا.
ونوه البرنامج العالمي إلى أنه لن يتمكن من مواصلة تقديم المساعدات للاجئين المستهدفين إلا في حال تلقّي تمويل إضافي نظراً لضيق التمويل.
ووصلت مساعدات البرنامج العالمي خلال أبريل 2025، إلى 58.456 لاجئًا سودانيًا، إضافة إلى توزيع 602 طن من الأغذية، و64.650 دولار على اللاجئين السودانيين عبر التحويلات النقدية، مشيرا إلى حاجته لـ5 ملايين دولار لتمويل عملياته لمدة 6 أشهر للفترة من يونيو إلى نوفمبر المقبلين.
الكفرة
وفي مدينة الكفرة، التي تُعدّ إحدى نقاط العبور الرئيسية، بلغ عدد اللاجئين السودانيين الذي نزحوا إلى المدينة وحدها 65 ألفا منذ بداية اندلاع الحرب في السودان عام 2023، وهو ما يضاهي عدد السكان الأصليين للمدينة، وفق مسؤوليها المحليين.
وأفادت السلطات بإصدار 140500 شهادة صحية للاجئين خلال عام 2024، مع تسجيل وصول نحو 198 ألف سوداني عبر المدينة وحدها، بمعدل يومي يتراوح بين 400 و500 وافد جديد.
وتوقع تقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن تكون “الأرقام الحقيقية” للنازحين السودانيين في ليبيا، وتحديدا مدينة الكفرة، “أعلى بكثير”، بالنظر إلى “الظروف الصعبة للهروب عبر الصحراء، بالإضافة إلى عدم قدرة العديد من اللاجئين على الوصول إلى مراكز التسجيل، التي تجعل من الصعب تحديد العدد الدقيق”.
ويلجأ الكثير من السودانيين إلى الكُفرة، باعتبارها المدينة الليبية الأقرب للحدود، إذ تبعد بـ350 كيلو مترا عن أقرب نقطة حدودية سودانية.
تحديات
ويبلغ عدد سكان الكفرة 65 ألفا، غير أن هذا العدد تضاعف بسبب توافد آلاف اللاجئين السودانيين.
وفي هذا السياق، كشف مدير المكتب الإعلامي ببلدية الكفرة، عبد الله سليمان، أن عدد السودانيين اللاجئين حاليا في الكفرة يعادل عدد سكان المدينة الأصليين، مبرزا أنه يوجد بالمدينة أكثر من 40 تجمعا للاجئين السودانيين.
ويطرح استقطاب المدينة لأعداد متلاحقة من اللاجئين تحديات، وفق سليمان الذي أفاد في تصريحات إعلامية أن المؤسسات بالمدينة “غير مهيأة لتقديم الخدمات، وهي بحاجة إلى المزيد من الدعم والإمكانيات”، كاشفا أن “اللاجئين يقيمون في أوضاع مأساوية”.
وأمام تزايد عدد اللاجئين السودانيين في ليبيا تبقى الحاجة الملحة لتكاتف مختلف مؤسسات الدولة الليبية والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية لتلبية احتياجات اللاجئين وتوفير حياة إنسانية لهم والتقليل من الآثار السلبية الناتجة عن نزوحهم.