الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-06-30

10:40 مساءً

أهم اللأخبار

2025-06-30 10:40 مساءً

وفاة “سيدة المسرح العربي” سميحة أيوب عن عمر ناهز 93 عامًا

وفاة "سيدة المسرح العربي" سميحة أيوب عن عمر ناهز 93 عامًا

غيب الموت صباح اليوم الثلاثاء الفنانة المصرية القديرة سميحة أيوب، الملقبة بـ”سيدة المسرح العربي”، عن عمر ناهز 93 عامًا، داخل منزلها في منطقة الزمالك بالعاصمة المصرية القاهرة، بحسب ما أعلنه نقيب المهن التمثيلية أشرف زكي، مشيرًا إلى أنه جارٍ استخراج شهادة الوفاة وتحديد موعد الجنازة والعزاء.

خطواتها الأولى في الفن التي بدأتها قبل أكثر من نصف قرن حين التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية، أسهمت في دخول بوابة الفن من أوسعها حيث تلقت تعليمها على يد رواد المسرح مثل زكي طليمات ويوسف وهبي، فقد تميزت بحضور طاغٍ، وصوتٍ يحمل قوة الكلمة وجمال الأداء، لتتحول سريعًا إلى واحدة من أبرز نجمات المسرح.

سميحة أيوب من أبرز رموز المسرح العربي والمصري، حيث امتدت مسيرتها الفنية لأكثر من سبعة عقود، بدأت عام 1947، وقدّمت خلالها أكثر من 170 عملًا مسرحيًا، كما تولت إدارة المسرح القومي مرتين في الفترة من 1975 حتى 1989، وأدارت المسرح الحديث أيضًا، كما خاضت تجارب إخراجية متميزة.

ولدت أيوب في 8 مارس عام 1932 بحي شبرا، وبدأت رحلتها الفنية في سن مبكرة بمشاركتها في فيلم “المتشردة”، قبل أن تلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية الذي أسسه زكي طليمات عام 1949. بالتوازي مع دراستها، شاركت في السينما والمسرح، حيث تألقت في أفلام كلاسيكية مثل “أرض النفاق” و”فجر الإسلام”، وبرزت في الدراما التلفزيونية من خلال أعمال مثل “الضوء الشارد”، و”أوان الورد”، و”المصراوية”.

تميزت سميحة أيوب بثقافتها الواسعة، وقدرتها على تجسيد الأدوار العالمية، حيث تعاملت مع مخرجين كبار من فرنسا وألمانيا وروسيا، وشاركت في عروض لمسرحيات عالمية مثل “فيدرا” و”أونكل فانيا”، مؤكدة أنها الممثلة العربية الوحيدة التي لعبت أدوارًا في كل المدارس المسرحية العالمية.

لم يكن فن سميحة أيوب مجرد أداء، بل كان انعكاسًا لوعيها القومي والإنساني، إذ عُرفت بانتمائها للتوجه العروبي وحرصها على متابعة هموم الشارع العربي، وكانت مواقفها السياسية واضحة، إذ وصفت ما جرى في الوطن العربي من صراعات بـ”التراجيديا الحقيقية”، وأكدت أن ثورة يناير 2011 أفرزت ظواهر سلبية أثّرت في المناخ الثقافي والفني.

ولم تكن سميحة أيوب فنانة فقط، بل قائدة ومؤسسة، إذ تولت إدارة المسرح القومي لسنوات، وكانت أول امرأة تشغل هذا المنصب. في تلك الفترة، استطاعت أن تعيد للمسرح هيبته، وقدّمت مجموعة من العروض التي ما زالت تُدرس حتى اليوم، كما حصلت على عشرات الجوائز والأوسمة، أبرزها وسام الجمهورية من الطبقة الأولى، ووسام الاستحقاق من الرئيس جمال عبدالناصر، ودرع الدولة للفنون، وجائزة الدولة التقديرية.

قبل نحو 25 عامًا، داهم المرض الخبيث جسد سميحة أيوب، لكنها رفضت الاستسلام أو البوح، إذ كشفت مصادر مقربة منها ـ فضلت عدم ذكر اسمها ـ لموقع “القاهرة الإخبارية” مؤخرًا أنها أصيبت بسرطان الثدي قبل 25 عامًا، وخضعت لعملية جراحية في هدوء وتعافت منه، دون أن تعلن مرضها طوال السنوات الماضية، مواصلة عملها بكل إصرار وتحدٍّ، وكانت تعمل وتنجح وتشع نورًا رغم آلامها، وهو ما يؤكد أنها لم تكن تبحث عن تعاطف، بل عن خشبة تقف عليها، ونص تؤديه بإخلاص، ورسالة توصلها لجمهورها.

رغم ما واجهته من أزمات، من بينها فقدان نجلها وقضية استيلاء مدير أعمالها على أموالها، التي انتهت بحكم قضائي بالسجن ضده، أظهرت سميحة أيوب دائمًا صبرًا وقوة مستمدة من إيمانها العميق، مؤكدة أن الله هو من كان سندها في المحن.

ومن بين الألقاب التي حصلت عليها، كانت الأقرب إلى قلبها هو لقب “سيدة المسرح العربي”، الذي أطلقه عليها الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد خلال تكريمها، وقالت إن حب الجمهور وابتسامته هما الوسام الحقيقي في حياتها.

برحيل سميحة أيوب، يودع المسرح العربي إحدى قامات الفن الراسخة، التي لم تتوقف عن القلق على مكانتها حتى لحظاتها الأخيرة، حرصًا منها على الحفاظ على ما بنته من مجد، وصونًا لفنٍ كانت واحدة من أعمدته الصلبة.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة