الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-06-30

11:07 مساءً

أهم اللأخبار

2025-06-30 11:07 مساءً

الصلاة للمسلم صلة الروح بالروح

ثقافة إسلامية

عبدالمحسن الجماعي

إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمّداً عبده ورسوله وصفيّه وخليله وأمينه على وحيه ومبلِّغ النّاس شرعه ؛ فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله و صحبه أجمعين .. أما بعد معاشر المؤمنين عباد الله : اتقوا الله تعالى وراقبوه مراقبة من يعلم أنّ ربَّه يسمعه و يراه أوصيكم بها ونفسي قبلا .. قرأت ما اعتقدته وصفا جليا جليلا نقيا للصلاة التي هي عماد الدين وصلة الله سبحانه وتعالى بعبده وأول ما يسأل عنه المسلم يوم يلاقي ربه يوم الجمع العظيم .. يوم لا ينفع المرء مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم . أما بعد عباد الرحمن :

قال الدكتور العلامة مصطفى محمود رحمه الله عن تأخير المسلم صلاته المفروضة عن وقتها المحدد كما وصف ببلاغة تأدية الصلاة في وقتها بادئا :  

 الفكرة التي تخجلني في تأخير الصلاة عن وقتها تكمن في أنني لستُ أنا من حدد الموعد لهذه الصلاة ، ولا أنا من اختار التوقيت .. إنه جل في علاه مالك الملك الخالق تعالى هو من قدّر ذلك .

ويستطرد .. الله الذي خلق هذا الكون بعظمته واتساعه وجماله وبديع إتقانه وكثرة مخلوقاته وآلائه ومعجزاته هو الذي يريدني أن أقف بين يديه ، وأكلمه ، وأناجيه.

وأنا ماذا أفعل !!! ؟

في كثير من الأحيان أجعل هذا الموعد آخر أولوياتي حتى يكاد يفوت وقته ، مُقدّماً عليه كل أمرٍ تافه ، وكل شأنٍ ضئيل .. الله تعالى يطلبني (وأنا مجرد ذرة بلا وزن في كونه العظيم) لأقف بين يديه ؛ وأنا منهمكٌ في سخافات الحياة وزينتها البالية ! يطلبني لبضع دقائق فقط ، وأنا أُعرِض وأُسوّف وأُماطل وأُؤجّل، ثم آتيه متأخراً كعادتي .

 أيّ تعاسةٍ أكبر من ذلك..!!

‏يدعوني سبحانه وتعالى (لاجتماع مغلق) بيني وبينه ، أنا صاحب الحاجة ، وهو، الغني المتفضل؛ وأنا أجعله اجتماعاً مفتوحاً لشتى أنواع الأفكار والسرحان .. أحضر بجسدي ويغيب عقلي .

يريدني أن أبتعد عن كل شيء لدقائق معدودات؛ لأريح بدني وعقلي ، وأفصل قليلاً عن ضجيج الحياة ومشاغلها ، وأبث إليه لا لغيره شكواي وهمومي.

هو الخالق العظيم ، الغني عني وعن عبادتي ووقتي ، يطلبني ليسمع صوتي وأنا الذي يماطل … ثم ها أنا أجيء إمّا متثاقلاً أو على عَجَل وكأنني آتيه رغماً عني  .. أنا الحاضر الغائب.. !!! هو تعالى يريده اجتماعاً خاصّاً وأنا أجعله حصةَ تسميعٍ باردة وتمارين رياضية جوفاء وعقلاً شارداً.

فأي بؤسٍ أكثر من هذا..؟!!

عباد الله وصف فجلى غشاوة .. وأحسن العلامة الدكتور مصطفى محمود .. نعم أي بؤس لمسلم قرأ في سورة النساء الآية مائة وثلاثة قوله تبارك وتعالى .. بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ إنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ثم غفل وترك وتأخر وسوف .. فليعنا الله سبحانه على ذكره و شكره و حسن عبادته وتدبر ما جاء في كتابه العزيز والعمل به. وكثيرة هي الآيات الكريمة الداعية إقامة الصلاة في ميقاتها وعن فضل هذا الصنيع كقوله عز من قائل في سورة البقرة الآية الثامنة والثلاثين بعد المائتين بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى ﴾

وقال تعالى في الآية الخامسة من سورة التوبة .. بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ

فالواجب عباد الله على المؤمن أن يعتني بما أمر الله به من الصلاة في وقتها وكثيرة هي الآيات والآحاديث الشريفة التي تبين فضل إتيانها ميقاتها ناهية مبينة شر تأخيرها وإهمالها وتركها والعياذ بالله والمؤمن يعتني بصلاته  مع أهله وأولاده وجيرانه لا يغفل قوله سبحانه في سورة التحريم الآية السادسة : بسم الله الرحمن الرحيم : ﴿َ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾ ومن أعظم الوقاية أن يستقيموا على الصلاة وأن يحافظوا عليها، هذا من أسباب الوقاية ، وأن يقوم ولي أمرهم عليهم بذلك .. حتى يكون هذا الجهاد من أسباب وقايتهم من عذاب الله .

عباد الله أوصيكم ونفسي .. صلوا ربكم الرحمن الرحيم إنه يطلبكم لملاقاته لأنفسكم فهو الغني ونحن الفقراء ويمكن للمسلم أن يدعو بعد كل صلاة وفي كل وقت بما يشاء، ويسأله الله عز وجل حاجاته .. ويطلب منه العافية في الدنيا والآخرة .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على محمد النبي الأمي الأمين في العالمين ..  “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير”  .

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة