فرضت الاشتباكات التي شهدتها العاصمة طرابلس الشهر الماضي نفسها ليس فقط على المشهد السياسي والعسكري المحلي وإنما أيضا على الأطراف الدولية الفاعلة في الملف الليبي وخاصة البعثة الأممية.
أحزاب
وفي هذا الشأن التقت نائبة الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني خوري، مجموعة من ممثلي الأحزاب والتكتلات السياسية في بنغازي ومجموعة من الشباب وممثلي منظمات المجتمع المدني في مكتب البعثة في بنغازي
واستمعت خوري إلى آراء ممثلي الأحزاب والتكتلات السياسية في بنغازي بشأن الاشتباكات الأخيرة في طرابلس، ونتائج عمل اللجنة الاستشارية والمسار السياسي في ليبيا.
وأكد المشاركون على ضرورة بناء مشهد سياسي أكثر شمولًا وتمثيلًا، وإنهاء احتكار القرار من قبل الأجسام القائمة. وسلطت النقاشات الضوء على الأهمية البالغة لضمان المشاركة الفاعلة والحقيقية للأحزاب في العملية السياسية.
كما شدد المشاركون على أهمية أن يتوافق الليبيون، من خلال الحوار، على الأسس الجوهرية لبناء الدولة وتحقيق الاستقرار المستدام، بما في ذلك توحيد وبناء مؤسسات الدولة، بما فيها العسكرية والأمنية، والتوافق على مسار واضح نحو الانتخابات.
وأكدوا أيضًا على الحاجة إلى ضمانات وطنية ودولية موثوقة لحماية أي تسوية سياسية مستقبلية يتم التوصل إليها بين الليبيين، مع التأكيد على أهمية وجود آليات رقابة واضحة وإطار زمني محدد. كما دعوا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى فرض عقوبات على من يحاولون عرقلة أو تقويض العملية السياسية.
شباب
كما استمعت خوري إلى مجموعة من الشباب وممثلي منظمات المجتمع المدني في مكتب البعثة في بنغازي بشأن الخيارات التي طرحتها اللجنة الاستشارية، علاوة على الاشتباكات الأخيرة في العاصمة طرابلس.
وشدد المشاركون على الدور الحيوي للمجتمع المدني والمجتمعات المحلية في المشاورات وفي العملية السياسية بشكل عام. وركّزوا على أهمية الحوار السياسي، وضرورة تعزيز التوافق حول عدد من القضايا، بما في ذلك معالجة أسباب النزاع لتحقيق الاستقرار، وتنفيذ إصلاحات اقتصادية جوهرية، وتعزيز الحوكمة الرشيدة، وتوحيد مؤسسات الدولة.

كما أكد المشاركون على أهمية التضامن بين الليبيين، وعلى الترابط الوثيق بين مختلف مناطق ومواطني ليبيا، مشيرين إلى أن الاشتباكات التي وقعت مؤخرًا في طرابلس، رغم محليتها الجغرافية، فإن آثارها تطال الليبيين في كافة أنحاء البلاد.
بلدية سوق الجمعة
كما التقت خوري، بممثلين عن أهالي سوق الجمعة، لبحث الاشتباكات الأخيرة في طرابلس وتأثيرها على سلامة المدنيين، والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، وتعطيل الخدمات العامة. وأكدوا على الحاجة المُلحة لتجنب المزيد من القتال وتهدئة الأوضاع. كما أعربوا عن قلقهم إزاء استمرار التحشيد العسكري، بما في ذلك من القوات من خارج طرابلس.
وعرضت نائبة الممثلة الخاصة للأمين العام جهود البعثة للأطراف الليبية لدعم تعزيز الهدنة، وشددت على ضرورة وضع ترتيبات أمنية، بما في ذلك انسحاب القوات العسكرية إلى ثكناتها وخارج أوساط المدن.

أمن قومي
وفي ذات السياق التقت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة هانا تيته في بنغازي مستشار الأمن القومي الليبي، إبراهيم بوشناف لمناقشة الوضع الأمني الراهن في ضوء الاشتباكات الأخيرة في طرابلس، وأكدا على أهمية الحفاظ على الهدنة وتعزيز الاستقرار لقيام عملية سياسية شاملة كما أكدا على ضرورة التوصل إلى حل توافقي وتهيئة بيئة أمنية ملائمة لإنهاء المراحل الانتقالية التي طال أمدها في ليبيا، لاسيما تهيئة المناخ المناسب لإجراء انتخابات وطنية.
الدبلوماسية السعودية
وعقدت تيتيه أيضا اجتماعًا مع القائم بالأعمال في سفارة السعودية، أحمد الشهري وتركزت المناقشات على آخر التطورات في العاصمة وفي عموم ليبيا، إلى جانب المشاورات الجارية بشأن نتائج اللجنة الاستشارية.
وقد اتفق الطرفان على ضرورة الحفاظ على الهدنة في طرابلس، وعلى أهمية المضي قدمًا في عملية سياسية شاملة تهدف إلى تيسير إجراء الانتخابات الوطنية.
ورغم أهمية المباحثات المحلية والدولية بشأن التطورات العسكرية في طرابلس إلا أن منع تكرار الاشتباكات يحتاج لتكاتف القوى السياسية والعسكرية المحلية أولا ثم يأتي بعد ذلك دور المجتمع الدولي في دعم التوافقات المحلية والبناء عليها.
