عفاف عبدالمحسن
الدكتور الروائي والكاتب والباحث محمد حسين محجوب عضو هيئة التدريس بجامعة بنغازي والجامعات الليبية واصل تتبع خطوات القدر المر الذي حاك خيوطه منذ أعوام عبر رواية أسماها مر القدر .. وقد وعدنا بإهداء نسخة للقسم الثقافي بالمنصة الليبية الإخبارية من روايته مر القدر بعد غزل خيوط الجزء الثاني وطباعتها .. وصدق ما عاهدنا عليه بعد أن صدرت الرواية بمعيته إذ حقوق الحفظ موكولة للدكتور محجوب أما الطباعة فتكفلت بها دار فسيفساء للنشر للعام 2025 وها هي في المكتبات تثريها بعمل أدبي جديد .. جاء في إهدائه الجزء الثاني ..
الإهداء
إلى كل إنسان عاش مر القدر
إلى كل عقل تفكر في القدر
أهدي هذه الرواية ” مُرُّ القدر
الجزء الثاني .. حافلة العودة .. تأليف / د. محمد حسين محجوب . قسم الفلسفة / كلية الآداب / جامعة بنغازي
تقع في 145 صفحة .. كما سابقتها الجزء الأول بدأها باستهلالية عنونها ” فكرة ” ثم انطلقت اللوحات وعددها في هذا الجزء تسعة عشر لوحة .. بدأت بلوحة أولى عنوانها ببنغازي اليوم الأخير قبيل العصر وانتهت بلوحة أخيرة عنوانها “يوم رحيل هند “
كتب في الفكرة : القدر من عالم الغيب .. نحاول نحن البشر جعله منطقيا

قبل أن نقرأ الجزء الثاني من مر القدر وسنفعل كما في جزئها الأول نطرح مراحلها بإذن الله ونحن في انتظار النسخة الورقية منها وللربط بين الجزئين نذكركم بالبدايات .. فالراوي في مر القدر كما ورد في قراءة سابقة .. تخير أسماءً لشخوصه ترتبط بالبيئة التي يعيشون فيها ، فوالد بطل الرواية اسمه ” إمراجع ” ، وهو اسم ليبي متعارف عليه في ليبيا دون غيرها ، وهو يعكس محلية وجذور الوالد ، بالإضافة الى اسم صديق الوالد ” منصور الزنتاني ” فكلاهما يرتبط بالمكان والإقامة ، بينما نجد أن اسم عم البطل هو ” مراد ” ، وهو اسم حديث نسبياً في الثقافة الليبية ، وهنا دور المكان والعلاقة بالاسم باعتباره مقيماً في مصر ، فهو أقرب لمصر من ليبيا ، أمّا اسم والدة البطل فهو من الأسماء النادرة حتى في مصر وهو “سماح البحر” ، وهنا تحضرني معلومة مرتبطة بالإدراك البشري ، مفادها أن الأسماء أو المثيرات النادرة هي التي تبقى في الذاكرة ، فهو اسم يليق بالنص الروائي وأنوثة البطلة ، ليمنحها جمالاً متخيلاً لدى القارئ .
” صورة الجزء الأول “

أما الرواية باكورة أعمال أستاذ علوم الفلسفة في الجامعات الليبية الروائية محمد حسين المحجوب .. تروي حياة هؤلاء الشخوص المعقدة نوعا ملخصها كما قرئ يبدأ بجذور تاريخية ممتدة بين بلدين عربيين وشعبين (( المصري والليبي )) والتي تعد علاقة تاريخية مستدامة ، صنعها التاريخ والجوار والعروبة، وتعود الى زمن الفراعنة و زمن القبائل الليبية القديمة التي لم نعرف عنها شيئاً لولا الكتابات المصرية القديمة ، هذه المجاورة الجغرافية التاريخية صنعت الكثير من القصص وكانت مدعاة لعديد الحكايات ، فالمصاهرة بين أبناء الشعبين والتي كانت واضحة منذ النصف الثاني من عقد الستينيات من القرن الماضي زادت من أواصر العلاقة بينهما ، وكانت مليئة في ذات الوقت بالكثير من ملامح الحياة الإنسانية ، من الفقد والوجع والألم والفرح والحب والكره كغيرها من صنوف الحياة الأخرى ، ورواية ” مرُ القدر ” لمؤلفها الليبي الدكتور محمد حسين محجوب أستاذ الفلسفة بجامعة بنغازي تطرح هذه العلاقة بين الشعبين ؛ من خلال قصة أم مصرية تدعى سماح البحر أو هند لم ترَ ابنها الليبي أنور منذ عشرين عاماً ..
للتشويق أترك للقارئ عقدة الرواية في جزئها الأول ربما يبحث عنها في صفحاتنا الثقافية أو يقتنيها لمتابعة الأحداث :
حيث تركت هند ليبيا بعد وفاة زوجها الليبي ” إمراجع ” في جمهورية أوغندا والذي ابتلعه تمساح هناك ، عندما كان ضمن جنود الجيش الليبي الذين شاركوا في الحرب الدائرة هناك بين تنزانيا وأوغندا عامي 1978 – 1979 وانتهت بالإطاحة بنظام عيدي أمين ، حيث التقت هند بابنها أنور صدفة على جسر ستانلي بالإسكندرية دون أن يعرفا بعضهما ، ليبدأ الحوار وتبدأ الحكاية بدافع من الحاسة السادسة الغائرة في روح بعضيهما والتي تقول أنهما ابن وأم وليسا شخصين عابرين .
