اتهم عدد من أعضاء مجلس النواب رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة بإهدار المال العام وإنفاق ميزانيات ضخمة دون تحقيق نتائج ملموسة في حين أشادوا بأداء صندوق التنمية وإعادة الإعمار الذي اعتبروه نموذجا ناجحا في تنفيذ المشاريع رغم ضعف التمويل.
وقال النائب علي الصول إن رئيس الحكومة متهم بالتجاوز في صرف الميزانيات وإهدار أموال خصصت لتنفيذ مشاريع تنموية ضخمة لم يتم تنفيذها مضيفا أن الدبيبة دعم مجموعات مسلحة بمئات الملايين لحماية بقائه في السلطة وشدد على أنه لا مجال للمقارنة بين ما قدمته الحكومة وما نفذه صندوق الإعمار على الأرض.
من جهته أكد النائب عز الدين قويرب أن صندوق الإعمار نجح في تحقيق إنجازات بارزة في وقت قياسي رغم عدم منحه التمويل الكافي.
وذكر أن الحكومة أنفقت أكثر من 400 مليار دينار دون نتائج واضحة متهما إياها بدفع أموال لوقف الاحتجاجات المطالبة بتنحي رئيس الحكومة وبدعم مجموعات مسلحة وصفها بأنها تقتل الليبيين.
وفي السياق ذاته شدد النائب عبد المنعم العرفي على أن إقرار ميزانية موحدة في ظل وجود حكومتين أمر غير ممكن مؤكدا أن توحيد السلطة التنفيذية شرط أساسي لإنجاح الإنفاق العام.
وأضاف أن الإنفاق المزدوج سيزيد الأزمات ويضعف قيمة الدينار محذرا من استمرار الانقسام السياسي والمؤسساتي.
وأوضح العرفي أن الإرادة الليبية لإجراء الانتخابات وتوحيد المؤسسات موجودة لكنها تحتاج إلى دعم إقليمي ودولي جاد وأشار إلى أن العاصمة طرابلس أصبحت مقسمة جغرافيا وعسكريا ما يبرز الحاجة الملحة لتشكيل سلطة تنفيذية موحدة.
وتابع أن مجلس النواب يسعى إلى تحقيق هذا الهدف لكن أصحاب السلاح لا يريدون إنهاء الوضع الحالي لأنهم المستفيدون منه.
بدوره دعا النائب زايد هدية إلى مناقشة مشروع الميزانية المقدمة إلى البرلمان بروح وطنية ومسؤولية مشددا على أن مجلس النواب هو الجهة المخولة دستوريا باعتماد الميزانيات بعيدا عن الانقسامات الجهوية والسياسية.
وأشار هدية إلى أن صندوق الإعمار أنجز مشاريع مهمة في مناطق الجنوب والوسط والشرق مؤكدا أن غياب المشاريع في المنطقة الغربية لا يعود إلى إقصاء متعمد بل إلى أوضاع أمنية معقدة وهيمنة حكومة الوحدة على الأرض ما يصعب تنفيذ مشاريع بنية تحتية كبرى في ظل غياب الاستقرار.
وأكد أن الصندوق قادر على تنفيذ مشاريع خدمية مثل صيانة المدارس والمستشفيات في الغرب لكن المشاريع الاستراتيجية الكبرى تحتاج إلى بيئة مستقرة مضيفا ليس من المنطقي اتهام الصندوق بالإقصاء بينما الواقع الأمني هو العائق الحقيقي.