توجّه حجاج بيت الله الحرام منذ ساعات الصباح الأولى إلى صعيد عرفات، في واحد من أبرز المشاهد الروحانية خلال موسم الحج، لأداء الركن الأعظم من مناسك الحج، وذلك بعد أن قضوا ليلة الثامن من ذي الحجة في مشعر منى، فيما يُعرف بـ “يوم التروية”.
وشهد صعيد عرفات تدفق متواصل للحجاج وسط أجواء إيمانية مهيبة، تملؤها السكينة والخشوع، حيث تضرّع الحجيج بالدعاء والرجاء، راجين من الله الرحمة والمغفرة. ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) صور ومشاهد تعبّر عن الروحانية الفريدة التي تميّز هذا اليوم، في ظل تنظيم دقيق وإشراف أمني شامل.
وقد رافق انتقال الحجيج إلى عرفات تنظيم مروري منسق، أشرفت عليه مختلف القطاعات الأمنية، التي سهّلت حركة الحافلات والمشاة، وفق خطط دقيقة تهدف لضمان سلامة وسلاسة تحركات ضيوف الرحمن.
ومن المقرر أن يستمع الحجاج إلى خطبة يوم عرفة من مسجد نمرة، قبل أن يؤدوا صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً، اقتداء بسنة النبي محمد ﷺ. ومع غروب الشمس، يغادر الحجاج عرفات متجهين إلى مزدلفة، حيث سيقضون ليلتهم، ويؤدون صلاتي المغرب والعشاء هناك، تمهيدًا للتوجه إلى منى صبيحة يوم الجمعة لأداء مناسك يوم النحر.
وأعلنت وزارة الحج والعمرة أن عدد الحجاج القادمين من خارج المملكة هذا العام تجاوز 1.5 مليون حاج، يمثلون أكثر من 200 جنسية، في حين يتواصل احتساب أعداد الحجاج من داخل المملكة، والتي تُعلن بعد انتهاء المناسك.
في المقابل، تستنفر السلطات السعودية إمكاناتها كافة لخدمة ضيوف الرحمن، حيث تم تخصيص أكثر من 250 ألف موظف، بالتعاون بين أكثر من 40 جهة حكومية، لمواجهة التحديات المختلفة، ومنها ارتفاع درجات الحرارة، وتم توفير 50 ألف متر مربع من المساحات المظللة، إلى جانب انتشار آلاف الكوادر الطبية، وتوفير أكثر من 400 وحدة تبريد في المشاعر.
يُذكر أن عدد الحجاج في موسم العام الماضي بلغ نحو مليون و833 ألف حاج، من بينهم أكثر من 221 ألفاً من داخل المملكة.










