كتب الباحث وائل أبو زيد عن “مومياء أبو درنة” متحدثا عن اكتشافها وعمرها ومكان العثور عليها، ودلائل وجودها.
وقال في تدوينة له على صفحته على فيسبوك: “مومياء أبو درنة” هي مومياء تم اكتشافها العام 1968 وتم وضعها قيد البحث عام 1969 من قبل بعثة الآثار الألمانية بقيادة عالم الآثار الألماني هلموت زيجرت.
عثر على المومياء مغطاة بشجر تباريت وهو نبات صحراوي منتشر في المنطقة كان يستعمل في التحنيط، هذه المومياء لا يتجاوز عمرها تسع سنوات وعثر عليها في وضع الجنين في بطن أمه وكانت هذه الوضعية في الدفن منتشرة عند السكان الليبيين القدماء، وفي هذا الصدد يتحدث هيردوت عن تلك العادة في القرن الخامس قبل الميلاد.
وتعود فترة دفن المومياء للقرن الثالث الميلادي، حيث استمرت مملكة الجرمنت وعاصمتها جرمة حتى القرن السابع الميلادي، وذكرت المصادر التاريخية دخول عقبة بن نافع لجرمة صلحًا ودخول مملكة جرمة في الدين الإسلامي في القرن السابع الميلادي.
عثر علي المومياء في منطقة أبو درنة القريبة من منطقة بنت بيه والتي تبعد 60 كيلومترا جنوب جرمة، وتعود المومياء إلى سكان الجرمنت، وهم سكان فزان الأصليين، وقد أسسوا حضارة كبيرة خلفت العديد من الآثار والمعالم التاريخية، ألف عنها تشارلز دنيالز كتابًا خاصًا، كما بحث فيها علامة الآثار السوداني سليمان أيوب رحمه الله.
وللطفلة شاهد قبر مكتوب بالحرف الليبي القديم تيفيناغ، وحسب ما هو مدون لفظ ترمفي أو تردفي، وهو في الأغلب هو اسم الطفلة المتوفية، إضافة إلى موائد للقرابين.
وتعتبر هده المومياء دليل على استمرار ظاهرة التحنيط في ليبيا لفترات متأخرة، وبعد انقراضها في مصر في تلك الفترة.
جدير بالذكر أن المومياء والشاهد والأواني الجنائزية مودعة في متحف جرمة الأثري.