ما تزال العادات الليبية الأصيلة التي تعرف بالعامية بالأسبار، تفرض حضورها في تفاصيل عيد الأضحى المبارك، ومن أبرزها إهداء جزء من الأضحية لأهل الزوجة، في لفتة تعبّر عن التقدير والاحترام وتوثيق الروابط الأسرية الذي يُجسد روح المحبة وصلة الرحم بين العائلات، من خلال
ويُمارس هذا التقليد في ثاني أيام العيد، حيث تقوم الزوجة بنقل جزء من لحم الأضحية إلى بيت أهلها، كنوع من الهدية التي تُقدّم في إطار اجتماعي يحمل في طياته مشاعر الود والتراحم.
ويؤكد عدد من الأهالي أنه ليس مجرد عادة، بل قيمة اجتماعية متجذرة، تُعبّر عن الكرم وتقدير الأواصر العائلية، وهو أمر لا يُمانعه الشرع، بل يندرج تحت باب البر وصلة الأقارب.
وتختلف الطريقة من منطقة لأخرى، فبينما يكتفي البعض بقطعة لحم رمزية، يفضّل آخرون إرسال وجبة متكاملة تتضمن الشواء أو إحدى الأكلات التقليدية المرتبطة بالعيد، مثل “القلايا” أو “البورديم”.
ويُنظر إلى هذه العادة اليوم باعتبارها رمز من رموز التقاليد الليبية التي حافظت على بريقها وسط تغيّرات العصر، وهي تعكس جوهر العيد الذي يقوم على المشاركة والرحمة والتقارب بين الأسر.