أفادت مصادر حكومية لقناة “روسيا اليوم” بأن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة وافق رسميًا على دخول قافلة الصمود الإنسانية إلى الأراضي الليبية عبر معبر رأس جدير، وذلك في إطار دعم الجهود الشعبية المغاربية لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 600 يوم.
وكانت القافلة قد انطلقت صباح اليوم الإثنين، من العاصمة التونسية تونس، بمشاركة أكثر من 1700 ناشط من مختلف دول المغرب العربي، من بينهم وفود من تونس، ليبيا، الجزائر، المغرب، وموريتانيا، إلى جانب مشاركين من مبادرات دولية قادمة من أوروبا وأمريكا الجنوبية وجنوب شرق آسيا.
وتُنظّم القافلة من قبل “تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين”، وبدعم من عدة منظمات تونسية، من بينها الاتحاد العام التونسي للشغل، والهلال الأحمر التونسي، وعمادة الأطباء. وتضم القافلة عشرات الحافلات والسيارات المحملة بالمساعدات الطبية والإنسانية، وتهدف إلى إيصال هذه المساعدات إلى سكان غزة، والتضامن مع الشعب الفلسطيني في وجه الحرب المستمرة والدمار واسع النطاق الذي يعانيه القطاع.
ومن المنتظر أن تعبر القافلة الأراضي الليبية مرورًا بمدن طرابلس ومصراتة وسرت وبنغازي وطبرق، وصولًا إلى معبر السلوم المصري، ومنه إلى معبر رفح في رحلة يُتوقع أن تستغرق أربعة عشر يومًا.
ومن المقرر أن تبدأ المرحلة التالية بعد دخول الأراضي الليبية بالتنسيق مع الحملة الليبية لمساعدة الشعب الفلسطيني، حيث ستُجمع مساعدات غذائية وطبية إضافية، إلى جانب انضمام كوادر بشرية متطوعة من داخل ليبيا. وقد لقيت القافلة استقبالًا شعبيًا واسعًا في المناطق الحدودية التونسية، حيث رفع المواطنون أعلام فلسطين وتونس، مرددين شعارات منددة بالعدوان الإسرائيلي، ومطالبة برفع الحصار، في تحرك شعبي وصفه المشاركون بأنه تاريخي وغير مسبوق في حجم التضامن الإقليمي والدولي مع غزة.
ليبيا تاريخيًا في صف فلسطين.. مواقف ثابتة ومشاركة مستمرة
لطالما كانت ليبيا من أبرز الدول العربية الداعمة للقضية الفلسطينية، وقد عبّرت عن ذلك بشكل واضح عبر مواقفها السياسية والدبلوماسية، وكذلك من خلال الدعم الشعبي والرسمي. فمنذ نكبة عام 1948، وقفت ليبيا، حكومة وشعبًا، إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل التحرر وقيام دولته المستقلة. واحتضنت ليبيا على مرّ العقود العديد من المؤتمرات والفعاليات التضامنية، وشاركت بشكل فاعل في دعم الفصائل الفلسطينية ماديًا ومعنويًا. كما لعبت دورًا بارزًا في دعم قرارات جامعة الدول العربية المتعلقة بفلسطين، ورفضت كافة أشكال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة أن دعم فلسطين يظل موقفًا مبدئيًا لا تراجع عنه، باعتبار القضية الفلسطينية جوهر الصراع العربي الإسرائيلي، وأولوية قومية وإنسانية.
قوافل مساعدات بحرية من ليبيا إلى غزة
مع اشتداد عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، والذي ارتُكبت خلاله إبادة جماعية بدعم أمريكي، شملت القتل والتجويع والتدمير والتهجير، برزت المبادرات الليبية على مستوى العمل الإغاثي. فقد انطلقت عدة قوافل مساعدات من مدينة مصراتة باتجاه غزة، منها ثاني أكبر قافلة مساعدات بحرية على مستوى الدول الداعمة. وتحت إشراف المجلس البلدي مصراتة، تم إرسال أول باخرة مساعدات بحمولة 1.6 ألف طن، وتُقدّر القيمة الإجمالية للمساعدات حينها بحوالي 30 مليون دينار ليبي، بتمويل مباشر من أهالي المدينة ورجال أعمال، من بينهم أحد رجال الأعمال الذي تكفّل بفواتير مواد غذائية وملابس بقيمة 4.5 مليون دينار.
وفي الثاني من فبراير الماضي، انطلقت قافلة ثانية بحرية من مصراتة إلى غزة، محملة بـ 4000 طن من المواد الغذائية والمستلزمات الإغاثية، وهي تعدّ أكبر شحنة مساعدات تُرسل إلى فلسطين على مستوى الدول الداعمة. وتأتي هذه المبادرات في إطار تجسيد روح التضامن الشعبي الليبي مع الشعب الفلسطيني، ومواصلة لمسيرة الدعم المستمرة التي لم تنقطع، رغم التحديات السياسية والاقتصادية التي تمر بها ليبيا.
في إبريل 2024 أعلن الهلال الأحمر الليبي، في وقت مبكر اليوم الخميس، دخول أولى شحنات حملة المساعدات الليبية للشعب الفلسطيني عبر معبر رفح الحدودي.
ومن المقرر أن يتولى الهلال الأحمر الفلسطيني مهمة توزيع المساعدات على الفلسطينيين، حسب بيان صادر عن الجمعية، مشيدا بالداعمين وللسلطات المحلية وجهود الهلال الأحمر المصري.
وفي ديسمبر 2024، وصلت مساعدات إنسانية ليبية إلى قطاع غزة في الأيام التي سبقت فترة كسر الهدنة الإنسانية، مشيرة إلى “الصعوبات الخانقة وسط الحصار والقصف العنيف الذي يفرضه الكيان الصهيوني على قطاع غزة”.
في نوفمبر 2023 أعلن الهلال الأحمر المصري أن ليبيا احتلت المرتبة الثانية عالميا كأكثر الدول المقدمة للمساعدات الإنسانية إلى غزة بإجمالي يقدر بـ 584 طنًّا من المساعدات.
وقال الهلال الاحمر المصري انه استلم مساعدات إنسانية وإغاثية لقطاع غزة من 27 دولة وتصدرت مصر الترتيب الأول عالميا بنحو 7 آلاف طنًّا وجاءت الكويت في المركز الثالث بـ 412 طن ثم قطر بـ 286 طن، وتركيا بـ 203.6 طن من المساعدات.