الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-06-30

12:34 مساءً

أهم اللأخبار

2025-06-30 12:34 مساءً

أقدم المنازل في ليبيا بين الشواهد وملامح الاندثار

أقدم المنازل في ليبيا بين الشواهد وملامح الاندثار

تحتضن ليبيا مجموعة من المنازل القديمة المختلفة الشكل والبناء والتكوين والتي يمكن إطلاق عليها أنها أثرية، وتنتشر في أنحاء مختلفة من البلاد.

وقد تم العثور على أقدم منزل في منطقة بودرنة الضاحية الشرقية لبنت بيه؛ ويعود تاريخه حسب الباحث الألماني (زيغرت) إلى 200000 سنة .

وهناك العديد من أنواع مساكن الليبيين القدماء، ومن بينها:

المساكن المبنية من الحجارة

تنتشر في الصحراء أثار مباني ومدن كثيرة بعضها دفنتها الرمال، وهي مباني حضارة أصيلة حسب وصف ماتينج، فيما حصر ليثيلوكس بوادي الآجال أكثر من 150قصراً وأطلق عليه جان ديسبوا المنازل المحصنة؛ وذكرها ماتنغلي وليفراني، ووصفها جيوليوسولينوس بالعظيمة ورصد قصوراً في وادي الشاطئ وانتشار كثيف للمدن.

ويقول أحد المواطنين بالمنطقة إنها ذات طراز محلي مثل شربه وتساوة التي كان يطلق عليها جرمة الصغرى، وتعد مدينة جرمة وقبورها الملكية وأغرم نظاريف خير شاهد على المعمار المحلي .

أما في الشمال فيقول يودوروس إن قبيلة المكاي أملاكهم ذات أبراج عالية في الواحات وبعض القبائل لها حصون حول الأبار، وكانت لقبائل البسيلي والبسولوي مباني من حجارة وصهاريج

ويؤكد المؤرخون تواجد مدن في شرق ليبيا مثل درنة التي تعتبر عاصمة حضارة مرمريكا

الكهوف

سكنت الكثير من القبائل الكهوف الطبيعية أو المنحوتة في المناطق الجبلية مثل العوينات وسهل بنغازي والجبل الأخضر وسجلوا على جدرانها حياتهم اليومية.

على امتداد أودية وسفوح الجبل الأخضر توجد عشرات الكهوف التي استخدمت لأغراض متنوعة في عصور مختلفة مثل “كهف مرقس”، الذي رجحت دراسات كثيرة أنه كان شاهداً على تدوين أول إنجيل في التاريخ بيدي القديس مرقس، الذي عاش أغلب فترات حياته بهذا الوادي ذي التضاريس الوعرة التي تجعل الوصول إليه شاقاً.

كما توجد في الجبل الأخضر كهوف مهمة أخرى مثل كهف “هوا فطيح” الحجري وهو واحد من أهم وأضخم الكهوف الصخرية في شمال أفريقيا، وهو عبارة عن تجويف أرضي يصل عمقه إلى مئات الأمتار تحت الأرض، وهو محفور بين الصخور من ثلاثة طوابق، وكانت للطابق الأخير طريق يصله بالثاني، وبات بسبب عوامل التعرية، غير قابل للاستخدام‏. ووجدت به رموز مسيحية وصهريج صخري ضخم لحفظ المياه، ومعاصر زيوت وممرات ومداخل سرية ونقوش ورسومات دينية عن صلب المسيح.

وفي أحد أدوار الكهف الضخم، اكتشف ما يدل على أن هذا الموقع كان كنيسة، كما اكتشفت بقايا تمثال رأس أسد منحوت في الأصل من الصخر، وهو علامة مرقس الإنجيلي وشعاره. وفي الوادي المجاور، عثر على صليب محفور بطريقة المسيحيين الأوائل عند مدخل كهف الإنجيل، وعلى مقر ديني يحوي ثمانية صلبان ومعمودية عامة تعرف اليوم باسم “عين سربلي”. كما عثر داخل كهف معلق على مصطبة حجرية صالحة للجلوس والكتابة يرجح أن مرقس كان يكتب عليها إنجيله.

كما أن هناك كهوف كثيرة منتشرة في ليبيا استخدمها وشغلها الإنسان في عصور مختلفة، بعضها اكتشف حديثاً، حيث أعلنت مصلحة الآثار اكتشاف كهف أثري كبير يرجع إلى فترة ما قبل التاريخ في منطقة ميراد مسعود على شاطئ البحر، شرق مدينة المرج، مبينة أن “الكهف يحتوي على رسوم صخرية متمثلة بأشكال آدمية وحيوانية وعدد من البقايا الحجرية والعظام، كالفؤوس والسهام الحجرية”.

كما يعد وادي زازا (جازا) من أهم مواقع النقوش الصخرية التي ترجع إلى عصور ما قبل التاريخ في الشرق، أغلبها نقش على جدران كهفين كشف عن أحدهما عام 1972 والآخر عام 1990 في الوادي الذي يقع على مسافة حوالى 60 كلم للشرق من مدينة بنغازي.

الدواميس

تنتشر في شمال غرب ليبيا وخاصة غريان، وأقدمها حسب الخبراء يعود إلى2300 سنة تقريباً وبها أنظمة متطورة للماء والتصريف.

وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية أن عمليات الحفر تتم في مرحلتها الأولى باختيار تركيب صخري يكون بمثابة السقف، تليها أعمال حفر في أسفل التركيب الصخري، ثم طلاء الحائط والسقف بالجبس أو الطين لمنع تفتت الصخور أو تساقطها.

أما المرحلة الأخيرة فتختص بالتصميم وتركيب ملحقات الداموس، حيث تُصنع الأبواب على هيئة أقواس دائرية، من جذوع النخيل المربوطة بأغصان الزيتون، وتستخدم لذلك مسامير خشبية طرية من جذوع الزيتون الخضراء، وتقام في جدران الغرف حفر مختلفة الأشكال تخزن فيها لوازم المنزل الصخري.

وصممت الدواميس لتكون متعددة المهام، وتتمثل مهامها في السكن البشري، والعبادة، حيث توجد دياميس في مدن الجبل حفرت كمعابد يهودية ومسيحية، قبل تحويل معظمها إلى مساجد للمسلمين، إضافة إلى استخدام بعض الدياميس كتحصينات للجنود تاريخيًا بهدف المراقبة وصد أي هجمات عسكرية في الحروب، وأخيرا كانت مكان لدفن الموتى، وهناك شواهد أثرية تعود للحكم الفينيقي في ليبيا، حين كانت تُستخدم كمقابر، ومع اختلاف المهام والاستخدامات تتباين هندسة الدياميس المعمارية، إذ لا تتشابه في أشكالها أو مساحتها.

وتتميز هذه الأماكن باعتدال درجة الحرارة طوال العام، فهي باردة صيفًا ودافئة شتاءً، لكون الصخور المحيطة بها تعزل بإحكام درجات الحرارة، لتعمل عمل أجهزة التكييف المشغلة بالكهرباء.

 الخيام

سكنت بعض القبائل الخيام وخاصة بعد الجفاف واضطرارهم للرحيل بحثاً عن الماء والكلأ أو بسبب الغزو الأجنبي، والخيمة التقليدية في الصحراء هي رمز من رموز التراث الذي ميَّز البدو الرحل وسكان الصحراء وحدد خصوصيتهم، كما تمثل الخيمة تجسيدًا للعلاقات الاجتماعية والروابط الأسرية، فخيمة الشخص تعني أسرته اذ يقال تخيم الشخص أي تزوج وصار رب بيت.

وهي عبارة عن بيت هرمي الشكل منسوج من وبر الإبل وشعر الغنم بطريقة تقليدية، وعلى شكل شرائط تسمَّى محلياً أفليج وتتكون من 7 إلى 10 أشرطة، كما وتصنع من أغصان الشجر وسعف النخيل أو من الجلد وتسمى (عكليهيت أو تميديت).

وهي مصنوعة في شكل مثلث لتكون قادرة على تحمل العواصف ومنع تسرب مياه الأمطار كما تُقسّم الخيمة إلى قسمين بواسطة البنية قسم خاص بالرجال وآخر للنساء.

ولازالت الخيمة تستخدم في ليبيا كرمز حيث يتم نصبها وإن اختلف الشكل والمكونات المستخدمة في موائد الرحمن خلال شهر رمضان أو لجمع الناس في الأفراح والمناسبات.

منازل الملح

يذكر المؤرخون أن بعض القبائل تبني منازلها من الملح، وهذا ليس مستغربًا فهناك مقاطع للملح في الصحراء يكون فيها الملح على شكل طبقات سميكة تشبه حجارة البناء ولندرة المطر يمكن بناء مساكن بها .

وتساءل نشطاء عن سبب عدم وجود آثار لمدن ليبية محلية في الشمال، مبينين أن ذلك يرجع إلى أن الشمال دائماً مسكون وبنيت فيه مدن على أنقاض مدن أخرى مثل ما فعل الرومان بهدم المدن الفنيقية والبناء فوقها، إضافة إلى عدم وجود حملات استكشافية وقلة الإمكانيات والبحث دائماً محدود وبمجهودات فردية، وتقدم ساحل البحر وغرق عدة مواقع تحت سطح البحر .

ورغم أهمية هذه المنازل في ليبيا، وطبيعة وأثرية بعضها إلا أنها مهملة وتحتاج لوقفة جادة لإعادة إحيائها من جديد، كما يجب الحفاظ على الموروث الثقافي المتمثل في بعض المنازل التي تكاد تندثر بفضل العمران والحداثة.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة